قام صباح أمس الخميس انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا أهالي منطقة "بوكحيل 2" الواقعة على بعد حوالي 3 كلم شرق مدينة سبيطلة في اتجاه سوسة وتونس بغلق الطريق الوحيدة التي تربط كامل جهة الوسط الغربي بمدن القيروانوسوسة والعاصمة.. مما أدّى إلى منع حوالي 400 وسيلة نقل من سيارات خفيفة وشاحنات وحافلات من المرور في الاتجاهين وبقائها في طوابيرطويلة تنتظرفتحه لأكثرمن ساعتين مثلما أكده لنا أحد أصحاب السيارات الموجود على عين المكان وهو السيد عبد الرؤوف غرسلي (مدير معهد الشابي بالقصرين) بقوله: "لقد تم قطع الطريق وتعطلت مصالح مستعمليه وبقيت مئات وسائل النقل في الانتظار لكننا والحق يقال لم نتعرض إلى أية مضايقات من الأهالي بل أكدوا لنا بأنهم قاموا بهذه الحركة الاحتجاجية لتحسيس السلطات المسؤولة بوضعيتهم المأساوية وأبدوا استعدادهم لفتح الطريق بمجرد إيصال صوتهم". كما اتصلت "الصباح" بأحد أهالي المنطقة من المجموعة التي أغلقت الطريق لمعرفة دوافع هذا التصرف فقال: "نحن نعيش منذ 3 أشهر حالة من العطش وفقدان الماء من البئر التي تزود كامل المنطقة نتيجة قطع الكهرباء عنها لأن الجمعية المائية السابقة (من العهد البائد) لم تسدد ثمنها وهو في حدود 6 ألاف دينار رغم أن الفلاحين والسكان سلموا سابقا للجمعية المبالغ الموظفة عليهم غيرأنها لم تقم بخلاص الفاتورة.. فما ذنبنا نحن إذا كانت الأموال ذهبت إلى جيوب المشرفين على الجمعية والمعتمد السابق.. ولقد اتصلنا منذ أسابيع "بالستاغ" فأعلمتنا بضرورة دفع نصف المبلغ لإعادة الكهرباء إلى البئر فمن أين لنا بذلك ونحن نعيش ظروفا اجتماعية صعبة جدا.. لهذا اضطررنا للتحرك بعد أن قمنا بإعلام كل السلط المسؤولة بوضعيتنا ولم نجد منها أذانا صاغية منذ 3 اشهرغاب فيها الماء عن منازلنا إلى درجة أن شخصا توفي مؤخرا ولم نجد بماذا "نغسله" قبل دفنه .. ونحن لم نتعرض بأي سوء لأصحاب السيارات بل بالعكس أبدينا استعدادنا حتى لاستضافتهم للغداء عندنا لأن قطع الطريق لم يكن موجها إليهم". وإثر ساعتين تقريبا من غلق الطريق قدمت دورية للجيش الوطني من ثكنة سبيطلة القريبة من موقع الحادثة وتولت فتح الطريق بعد مفاوضات مع الأهالي انتهت بانسحابهم مقابل إيصال صوتهم إلى السلط المسؤولة لتعود حركة المرور في الطريق إلى سيرها الطبيعي حوالي الساعة منتصف النهار.