تشهد ولاية باجة من سنة إلى أخرى ارتفاعا مقلقا في عدد الحوادث المرورية القاتلة والناجم عنها جروح متفاوتة وإعاقات مختلفة وخسائر مادية كبيرة ... وحسب الإحصائيات الرسمية لسنة 2010 فإن ولاية باجة تحتل موقعا وسطا بين ولايات الجمهورية من حيث عدد القتلى الناتج عن هذه الحوادث إذ تأتي في المرتبة 14 ب43 قتيلا و250 جريحا من 172 حادثا موزعة على كامل معتمديات الولاية وعلى طرقاتها كما يلي: 12 قتيلا على الوطنية 6 الرابطة بين باجة وتونس و9 قتلى على الوطنية 5 الرابطة بين تبرسق، تستور، مجاز الباب و3 قتلى على الوطنية 11 الرابطة بين باجة وبنزرت و3 قتلى على الجهوية 52 الرابطة بين باجةونفزة و4 قتلى على المحلية غير المرقمة و12 قتيلا على بقية الخطوط وتعتبر الطرقات المرقمة المذكورة من الخطوط التي شهدت بصفة خاصة ارتفاعا في عدد حوادثها القاتلة بالولاية إذ شهدت 24 حادثا قاتلا نجم عنها 30 قتيلا منهم 12 مترجلا ومثلهم من راكبي الوسائل الأخرى و9 من مستعملي الدراجات النارية موزعون جميعا على 5 أماكن فقط ( باجة، تبرسق، مجاز البابتستور، نفزة ) ومقارنة بسنة 2009 نلاحظ أن عدد الحوادث قفز من 133 إلى 172 وعدد القتلى ارتفع من 36 إلى 43 في حين زاد عدد الجرحى من 237 إلى 250 وتظل الحملات التوعوية التي تنظمها الجهات المختصة والمكتب الجهوي للجمعية الوطنية للسلامة المرورية قاصرة على إقناع الناس بتجنب شبح الموت وإذا كنا قبل سنوات نتهم الطرقات والأسطول المتهرئ الذي يسيرعليها فقد انقلبت اليوم الآية وصارالأسطول المتجدد والطرقات السريعة مدعاة للسرعة والتسارع نحو الموت بطرق احيانا شنيعة. وإضافة إلى هذا العامل المستحدث يجلب انتباهك في طرقات الشمال الغربي عموما وفي باجة خصوصا كثرة العربات الفلاحية والشاحنات المقلة للتبن والمنتوجات الفلاحية في أوقات مختلفة من الليل والنهاروغالبا ما تكون غير خاضعة للضوابط القانونية ومقاييس السلامة المرورية أوالإشارات الضوئية المناسبة... كما تبقى البنية الأساسية داخل المدينة من ضيق الأنهج واتساع الأرصفة جزافا ودون مقاييس مرجعية وعدم الالتزام بضوابط الوقوف والتوقف من قبل السواق وعدم الالتزام بالمناطق المخصصة للمترجلين من قبل المارة وغياب المواقف العمومية إضافة إلى التصميم القديم لشكل المدينة والمعطيات الجغرافية تظل كلها من العوامل القاهرة لتجاوز الازدحام اليومي خصوصا في أوقات الذروة وفي المناسبات ويوم السوق الأسبوعية والمتسبب في تعطيل مصالح الناس وتشنج الأعصاب... فلماذا لايتم اللجوء إلى مكاتب الدراسات الدولية المختصة لإيجاد حلول جذرية خصوصا داخل المدن وتجنب الحلول الترقيعية التي تتعاظم تكلفتها ويتضاعف فشلها من سنة إلى أخرى؟ ولماذا لا يتم الرجوع إلى مشروع التوأمة مع باجة البرتغال لانتحال بعض التجارب من هناك إذا كان في التوأمة فعلا جدوى؟ ولماذا لا يتم إفراد المدينة بساحة للمترجلين ، ساحة البلدية مثلا أو ساحة الحرية أمام الكنيسة على غرار الأنموذج الإسباني في برشلونة؟ ولماذا لا يتم الاستثمار تحت مستوى المدينة ما دامت المدينة في مرتفع ... ؟ نعتقد أن المسألة حضارية ذوقية بالأساس لأن مدينة باجة ، على تقادم عهدها ، لا يتجاوز قطرها 5 كم لذلك لا يحتاج متساكنوها في أغلب الأحيان إلى استعمال سياراتهم باستمرار إضافة إلى توفرعدد من سيارات الأجرة قد يصل في قادم الأيام إلى 360 سيارة هو كفيل في المدينة بضمان تنقلات الناس في كل الاتجاهات لذلك يراهن "الباجية" على النيابة الخصوصية للبلدية الحالية قصد التفكير المعمق في خطط لتجاوز أزمة الاكتضاظ وكثافة الحوادث بالمدينة مع الاسهام في تأهيل الذوق العام للناس من خلال حملات مباشرة وخطط صارمة .