آسيا العتروس سيف الاسلام ينفض عن ثوبه الغبار ويخرج من مخبئه في محاولة لاقناع الرأي العام بشرعية نظام والده العقيد ,وقد اختار سيف الاسلام الذي كان يهيئ النفس لخلافة والده العقيد بعد أربعة عقود من السلطة المطلقة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة على راي العلامة ابن خلدون ,هذه المرة صحيفة «الخبر الجزائرية»ليحملها رسالته التي لا تخلو من اشارات مدروسة ولا تخلو من حسابات دقيقة هدفها تحريك المشاعر واثارتها وتذكيرالمجتمع الدولي بماضي فرنسا الاستعماري ولا سيما تاريخها السيئ في المستعمرة الجزائرية السابقة التي كانت فرنسا تعتبرها جزء لا يتجزأ من امبراطوريتها,أما الرسالة الثانية فهي بالتأكيد تسعى الى استهداف ثقة الثوارومحاولة تيئيسهم و دفعهم الى الاستسلام في مثل هذه المرحلة الحساسة. ومن هنا فان السجال الحاصل بين سيف الاسلام القذافي وبين الناطق باسم الخارجية الفرنسية حول وجود قنوات حوار مباشر بين باريس وطرابلس لا يمكن أن يمر دون أن يثير في الاذهان أكثر من نقطة استفهام بشأن ما يمكن أن يؤول اليه المشهد الليبي بعد أربعة أشهرعلى اندلاع الثورة في هذا البلد الذي انتفض على نظام العقيد واختار طريق الحرية والخلاص من العبودية التي فرضت عليه طويلا. صحيح انها ليست المرة الاولى التي يجند فيها العقيد أحد أفراد عائلته ليتولى تكرار تهديداته الى المجتمع الدولي وايهامه بأنه لم يستنفذ بعد ما لديه من مفاجات وأسلحة قادرةعلى مفاجأة الغرب في عقر داره واختراق صروحه الامنية ولكنها المرة الاولى التي يسعى العقيد فيها الى حشرالجزائر بتلك الطريقة في المشهد الليبي الراهن.وبعد أن دفع القذافي بابنته عائشة ثم بزوجته لتقوما بدور هيئة الدفاع عن ممارساته عاد مجددا لاستنفاذ فرصه المتبقية مع نجله الذي يبدو أنه لا يزال يحلم بالعودة الى موقع القرار في ليبيا .فليس سرا أن هذا السجال يأتي بالتزامن مع مناقشات تجري اليوم في البرلمان الفرنسي بشأن استمرار مشاركة فرنسا للعملية العسكرية التي كلفتها حتى الان 160 مليون أورو دون مؤشر واضح على أن ساعة الصفر قد حانت... والواقع أن تصريحات سيف الاسلام القذافي لصحيفة الخبر الجزائرية وما أفرزنه من ردود فعل لا يمكن تصنيفها بأي حال من الاحوال في اطار الحرب الكلامية التي يمكن أن تفرزها التطورات الميدانية للاحداث الجارية في هذا البلد والارجح أن المناورة لا يمكن أن تذهب بعيدا وذلك في الوقت الذي يجمع فيه المجتمع الدولي على أن القذافي انتهى سياسيا بعد أن فقد مصداقيته والتراجع عن هذا الموقف سيكلف المجتمع الدولي وصناع القرارالكثير. لغة تصفية الحسابات ليست ببعيدة عن الصراع الدائر في ليبيا والاكيد أن الدرس الذي تريد أمريكا تلقينه للجميع أنه بدون واشنطن لا يمكن لفرنسا ولا حتى لاوروبا مجتمعة أن تقود أي عملية عسكرية بمعزل عن الدور الامركي حقيقية ستبقى قائمة حتى اشعار اخر...