سفيان رجب "أنا الضامن لحرية الاعلام" هذا ما أكده الوزير الأول في الحكومة المؤقتة السيد الباجي قائد السبسي خلال مأدبة الغداء التي دعي إليها ممثلو وسائل الإعلام في شهر مارس الفارط مباشرة بعد اختياره لتولي رئاسة الحكومة..خلال تلك الجلسة أكد قائد السبسي دعمه المطلق لحرية الإعلام، قائلا: "أنا ضامن لهذه الحرية". كما لاحظ أن الإعلام حرية ومسؤولية وأن المسؤولية "ليست كبتا" بل العمل وفقا لأخلاقيات المهنة.. وبعد أشهر قليلة يبدو أن الوزير الأول تراجع عن قولته تلك والتي يبدو أنه قالها باعتبار ان الإعلاميين وقتها كانوا ضيوفا له.. ما حصل أول أمس في كواليس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و"الاعتداء المادي والمعنوي" الذي تعرضت له صحفية قناة "الوطنية الأولى" تحت أنظار و"قهقهات" عياض بن عاشور رئيس الهيئة بعيد كل البعد عن "ضماناتك" سيدي الوزير الأول.. المشهد كان مؤلما جدا..وكلامك للزميلة نزل علينا بثقله الكبير ولم نتحمله وزادتنا ألما حركاتك التي بلغت أقصاها بهزك للميكروفون الذي يعتبر الواسطة بينك وبين هذا الشعب لإيصال رسالتك وكلامك. سيدي الوزير الأول.. إن الإعلام عانى الكثير في العهد السابق وكان الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء والكل يرمي الكرة في جانب الإعلاميين.. وبعد الثورة خلنا ان الصحفي سيجد حظه خاصة في ظروف آداء رسالته ونقل المعلومة بكل حرية وشفافية وإنارة الرأي العام.. لكن الشماعة لم تتغير وظل الصحفي يتحمل كل شيء من اعتداءات المواطن إلى استفزازات المسؤول..ومن الطرد من موقع الخبر الى الاعتداء بالعنف الشديد الى السب والشتم المباشر او عبر الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي.. ما نقلته التلفزة أول أمس هو جزء بسيط مما يعانيه الصحفي خاصة داخل الجهات واسألوا صحفيي اذاعات تطاوين وقفصة والكاف وصفاقس والمنستير.. وما قام به "رب البيت" قائد السبسي مثال آخر عن ما يتعرض له الاعلامي من منع من العمل ومن آداء الرسالة.. وما جرى للزميلة ومن معها من صحفيين لن نقبل به لا من رئيس الحكومة ولا من غيره..ونقول لقائد السبسي لقد خنت عهدك ولم تكن الضامن لحرية الاعلام بل كنت المعتدي على الاعلام..ونقول لرئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أن قهقهاتك على ما جرى هو مجسد صغير لقهقهاتك على الاعتداءات الاخرى على المبادئ التي جاءت بها الثورة.