قررت مهن المحاسبة (محاسبون-خبراء محاسبون ومراقبو حسابات) الانخراط في نقابة واحدة تجمعهم تم تأسيسها أمس على اثر جلسة تأسيسية حضرها أهل المهنة من كافة الجمهورية وبحضور ممثل عن الادارة الجهوية للمالية بسوسة. وتقرر ولأول مرة في صفوف المهن والنقابات الخروج من المركزية وذلك بالاختيار على مدينة سوسة لاحتضان المقر المركزي للنقابة. وتم خلال جلسة أمس اختيار12 عضوا سيمثلون الهيئة التأسيسية في انتظار عقد أول مؤتمر انتخابي. كما تمت المصادقة على القانون الأساسي للنقابة الوطنية لمهن المحاسبة الذي تضمن35 بندا أكد البند الأول أن النقابة الوطنية لمهن المحاسبة تجمع أعضاء هيئة الخبراء المحاسبين بالبلاد التونسية ومجمع المحاسبين بالبلاد التونسية. وتهدف هذه النقابة أساسا إلى الدفاع عن المصالح المهنية والاجتماعية والمادية لأعضاء هذه النقابة والمساهمة في التصورات العامة للنظام المحاسبي والمالي والجبائي والاقتصادي بالبلاد التونسية ونشر الثقافة المحاسبية والمالية والجبائية إلى جانب لم شمل جميع أعضاء مهن المحاسبة والسهر على النهوض بهم وتفعيل دورهم الوطني في تنمية اقتصاد البلاد ودعم سلامة العلاقات المالية وكذلك إرساء علاقات صداقة وتعاون مع الهيئات والتنظيمات العالمية ذات العلاقة بالشؤون المحاسبية والمالية. ونص القانون الأساسي على ان مهمة المكتب التنفيذي تنحصر في تمثيل النقابة لدى الهيئات الإدارية والقضائية والعمومية وتنفيذ قرارات وتوصيات الجلسة العامة والهيئة الادارية وادارة الشؤون النقابية السارية في إطار القانون الأساسي للنقابة والتشريع العام. وخلال جلسة الافتتاح قدم السيد جمال بوخريص منسق عام النقابة الأهداف التي دعت إلى تأسيس هذه النقابة وأهمها أن مهنة المحاسبة ظلت أكثر من خمس عقود محل نسيان بهدف تغييب الحساب والمحاسبة من قبل البعض وهو من ابرز أسباب الوضع الذي وصلته البلاد اليوم. وأضاف أن بعد قراءة لوضع المحاسبين والخبراء المحاسبين ومراقبي الحسابات والعراقيل التي تعرقل عملهم وخاصة وجود طفيليين كان من الحتمي تأسيس هيكل يجمعهم. وقال أن هذا الهيكل المؤسس لا ينافس الهياكل المهنية الأخرى القائمة ولا تعوضها رغم أن بعض المهام تتوازى مع الهياكل الموجودة... وأكد على أن التعاون من اجل المهنة والمهنيين هو أساس العلاقة بين النقابة وبقية الهياكل المهنية. وتعرض السيد بوخريص إلى أهداف النقابة مشيرا أنها تتلخص أساسا في: - العمل على إرساء منظومة مالية ومحاسبية وجبائية متكاملة تولى لمهنة المحاسبة دورها الأساسي في ترسيخ قيم الوضوح والشفافية في التعاملات المالية وتعيد للمحاسبين اعتبارهم وضمان دورهم الريادي في اقتصاد البلاد ونموه. - العمل على توحيد مهن المحاسبة بجميع تفرعاتها واختصاصاتها ضمن هيكل واحد وموحد يضمن التدرج الطبيعي والرقي المستحق لأعضائه على أسس معرفية وعلمية واعتمادا على مناهج موضوعية في الرسكلة والتكوين كما يؤسس لعلاقات سليمة بين جميع الأعضاء قوامها التضامن والتآزر مع الحرص على ربط جسور التعاون مع الهياكل المهنية وخاصة هيئة الخبراء المحاسبين بالبلاد التونسية ومجمع المحاسبين بالبلاد التونسية. - التصدي لجميع مظاهر الممارسة اللاشرعية لمهن المحاسبة وقطع الطريق أمام الدخلاء والمتطفلين عبراستعمال جميع الآليات القانونية المتاحة وتفعيلها على جميع المستويات وفي جميع المراحل. - الدفاع الميداني على جميع مصالح المحاسبين المهنية والمادية والاجتماعية ولدى جميع الهيئات والإدارات بما يضمن صيانة حرمة المحاسب وعلوشأنه. - العمل على إحداث صندوق وطني لمهن المحاسبة تتكون موارده من توضيفات على التصاريح السنوية المتعلقة بالأداء وعلى تقارير مراقبة الحسابات تسند لجبر الأضرارعند الحوادث والأمراض وتؤمن شيخوخة أهل القطاع. - إرسال منظومة تكوين مستمرة وفاعلة لغاية الرقي بالمستوى العلمي والمهني لأهل القطاع وتنمية قدراتهم المعرفية. جملة هذه الأهداف والتوجهات أكدها ممثل مجمع المحاسبين الأستاذ كريم غديرة الذي أكد على أن الأمل ان تخدم هذه النقابة كل المهنيين في الجمهورية ككل مؤكدا على ضرورة احترام النقابة لمهامها المنصوص عليها في القانون الأساسي وان لا تتداخل مع مهام بقية هياكل المهنة. فيصل بن عياد نائب رئيس مجلس مجمع المحاسبين الذي أكد أن هذه النقابة ستوحد أهل المهنة وتقويهم مؤكدا أن أهداف هذه النقابة لا تتضارب مع أهداف بقية الهيئات المهنية مباركا هذه المبادرة. وفي ختام الجلسة تم تأكيد اهل مهنة المحاسبة رفضهم المبدئي لما جاء في قانون المحاماة وخاصة في صيغته الاولى مشيرين ان التعديل المدخل على هذا القانون بعد ضغط بقية المهن المتضررة ارجع نسبيا حق اهل المحاسبة مع بقاء بعض الاختلاف.