يختتم مقداد السهيلي عروض العبدلية يوم الجمعة 5 أوت بعرض اختار له من العناوين «ارتجال» وعن هذه التسمية يقول:« هو فن الغناء المرتجل، وهو فن شعبي قديم بل هو أقدم أشكال الغناء على الاطلاق ولا يتقيد بأزمنة أو ايقاعات مما يفتح للمطرب مجالات واسعة ومتعددة للتصرف في مقامات متنوعة يمليها عليه خياله وذائقته الموسيقية. ويؤكد مقداد السهيلي الذي خير الاشكال الموسيقية بجميع مشاريعها «أن النص الشعري الذي يرتكز عليه الارتجال هو المقوم المحوري، فللنص دلالات وأبواب مختلفة ومتنوعة منها الغزل والوصف والرثّاء والمدح الى أن ظهر لون موسيقي جديد يسمى الانشاد الديني الذي كان يمارسه أصحابه داخل المساجد وحلقات الذكر والتسبيح وهو الفن الغنائي الذي يتناول موضوعات لها سمة دينية، كالعشق الإلاهي أو مدح الرسول أو الواحدانية والملكوت الأعلى وغيرها» عرض ارتجال يستجيب إذن لروح شهر رمضان فلم يكن إذن الاختيار اعتباطيا إذ هناك علاقة جدية بين هذا الشهر ومضمون العرض ككل. ويختم مقداد تقديمه لعرض ارتجال بقوله:«لقد أردنا أن نفتح للمتفرج نافذة تكشف له سحر هذا العالم وما فيه من براعة ارتجالية صوتا وعزفا دون أن ننسى ما تتميز به النصوص الشعرية من جمالية لغوية وتصويرية رائعة». مقداد السهيلي الذي يهتم بكل الجزئيات ، الخاصة بعروضه كان طرفا في وضع التصور الخاص بالمعلقة الاشهارية التي أكد فيها على أهمية إدراج رفيقيه في الارتجال وهما عازف القانون سليم الجزيري وعازف الكمنجة شكري البهلول.