علياء بن نحيلة منذ تم الإعلان عن شبكة برامج رمضان على قنواتنا الفضائية وعلى قناة حنبعل بالذات كان برنامج «صح شريبتكم» الإطلالة اليومية التي خصصت للشيخ عبد الفتاح مورو بعد الإفطار محل جدل بدا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي وصولا إلى عرائض الاحتجاج ومطالبة الهيئة العليا لإصلاح الإعلام بالتدخل لمنعه. وبرنامج «صح شريبتكم» حسب ما جاء في تقديم قناة حنبعل هو : «حديث الروح للروح من القلب إلى القلب...نفحات روحانية في حديث ممتع ومشوق وطريف... صح شريبتكم رؤية أخرى للأحاديث الدينية». وهو هدف نبيل ومعقول كان كل متتبعي البرامج التلفزيونية ليرحبوا به لولا الظروف التي تعيشها تونس حيث اننا على أبواب انتخابات مجلس تأسيسي احتدت فيها المنافسة وتساوت فيها الحظوظ بين بعض الأحزاب والحركات ، والشيخ عبد الفتاح مورو من مؤسسي احدها وقد خاف المعترضون على تمكينه من فرصة يومية للتوجه مباشرة إلى الشعب التونسي عبر قناة حنبعل التي تحظى بنسبة التقاط واسعة من استغلاله لهذا المنبر للقيام بحملة انتخابية ترجح كفة حزب حركة النهضة على حساب بقية الأحزاب. كما اعتبر عضو بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة خلال تسجيل اعتراضه على إسناد برنامج ديني يومي للشيخ عبد الفتاح مورو ان رؤية مورو للدين لا تمثل رؤية المجتمع التونسي ككل. أما بادرة حركة التجديد والمستقلين الذين وقعوا على عريضة الاحتجاج والاعتراض على تمكين مورو من فرصة تلميع صورة الحزب الذي ينتمي إليه رغم ما يشوب علاقته بقيادييه من غموض، فقد رأوا أن في البرنامج خلط بين السياسية والدين باعتبار أن مورو ناشط سياسي وسبق له أن اشرف على عدد من اجتماعات النهضة وقد ذكر بعضهم بأن الشيخ راشد الغنوشي سبق أن صرح بان مورو هو الذي سيقود الحملة الانتخابية للنهضة وهو ما يجعل مورو طرفا سياسيا وتمكينه من برنامج يومي يعني بالضرورة توظيفه لهذا البرنامج وهو تسييس واستغلال لكل ما هو ديني خدمة لأغراض سياسية. ولأننا لم نر إلا حصة واحدة مما سيقترحه علينا الشيخ عبد الفتاح مورو طيلة هذا الشهر الكريم بعد أن أصرت قناة حنبعل على حقها في حرية اختيارها لبرامجها ورفضت التدخل في خطها التحريري والحد من حرية التعبير فإننا نرى أن نعطيه فرصة وان لا ننسى مكانة الشيخ -ولا اقصد بها السياسية- وحاجتنا إلى صوت مختلف باعتبار ان قناة نسمة أيضا تقترح علينا برنامجا دينيا برؤية مختلفة ليوسف الصديق.