خلفت الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة القصرين في بداية ثورة الجهة على النظام السابق خلال العشرة ايام الأولى من شهر جانفي 2011 الى جانب عشرات الشهداء مئات الجرحى تحول عدد كبير منهم الى معوقين من جراء ما تسبب لهم فيه الرصاص الذي اصابهم، ومن هؤلاء شاب ما يزال الى اليوم يحمل رصاصة في مكان حساس من جسمه لم يستطع الأطباء انتزاعها خوفا عليه من تداعيات ذلك. "الأسبوعي" التقت بالشاب عبد القادر وتحدثت اليه هو ووالده و اليكم تفاصيل مأساته التي تحتاج تدخلا عاجلا للتخفيف منها. إصابة برصاصة يوم 10 جانفي يقول الشاب المتضررعبد القادر بن محمد قروي:» انا من مواليد 15 جويلية 1985 عاطل عن العمل . يوم الاثنين 10 جانفي شاركت مثل كل شبان حينا في المظاهرات التي اندلعت بالقصرين في الايام الاولى من شهر جانفي والتي تحولت مع مرور الوقت الى مصادمات عنيفة بين اهالي القصرين و قوات الأمن. و مساء يوم الاثنين 10 جانفي و خلال مواجهة في الحي الشرقي الذي أسكن به مع قوات الأمن .. اطلق عليّ احد الأعوان رصاصة فسقطت مغشيا علي فسارع اصدقائي بحملي على متن دراجة نارية الى المستشفى الجهوي بالقصرين ثم اعترضنا احد أجوارنا وأركبني في سيارته و لما وصلنا أمام مقر منطقة الأمن اوقفنا عدد كبير من الأعوان وقاموا بالاعتداء على اصدقائي وإلقاء القبض عليهم و لم يطلق سراحهم إلا يوم 15 جانفي بعد هروب الرئيس المخلوع. أما أنا فسمحوا لي بعد ألحاح كبير بالمرور لأن الدماء كانت تنزف بغزارة مني و بدات أدخل في غيبوبة". 4 عمليات جراحية يواصل الشاب عبد القادر رواية بقية ما حصل له قائلا:» في المستشفى خضعت لعملية جراحية استعجالية من اجل استخراج الرصاصة الا ان الاطباء لم يتمكنوا من ذلك لانها استقرت في مكان حساس باعلى الحوض قرب العمود الفقري وبقيت في حالة حرجة بقسم الانعاش الى ان قدمت قافلة طبية من سوسة لتعزيز الاطار الطبي بالقصرين بحكم كثرة الجرحى و الشهداء في تلك الايام ( قبل هروب الرئيس المخلوع ) فأكد أطباء القافلة على ضرورة توجيهي الى مستشفى فرحات حشاد بسوسة لاستخراج الرصاصة فتم نقلي بعد ثلاثة أيام الى المستشفى المذكور حيث قام الاطباء بعمليتين جراحيتين على بطني من الجهتين اليمنى واليسرى لتعرضه الى تعكرات من جراء الرصاصة وبقيت شهرا كاملا بقسم الانعاش بين الحياة والموت تحت أجهزة التنفس الاصطناعي و أمعائي خارج جسمي .." الرصاصة ما تزال في جنبي بقية القصة رواها لنا والده بقوله:» لقد استقرت الرصاصة في مكان جعل الأطباء يتخوفون من مخلفات استخراجها خوفا عليه من مضاعفات ذلك لأنه ربما تؤدي الى المس بالنخاع الشوكي واحدى الفقرات وبالتالي الإصابة بالشلل التام لا قدر الله وقد حاولوا مرة أخرى استئصالها دون جدوى ثم اكدوا لي ان حالته يمكن معالجتها في فرنسا ولا بد من إرساله الى هناك لاستخراج الرصاصة ولكن من اين لي بالأموال للقيام بهذه الخطوة و نحن نعيش ظروفا صعبة جدا وانفقنا اموالا كبيرة في توفير الأدوية و متطلبات 7 اشهر من العلاج والتعويض الذي منحته له وزارة الصحة؟ حالة الشاب المذكور لم تعد تحتمل الانتظار وعمته التي يقطن عندها وهي التي تشرف على تربيته منذ صغره مجرد عاملة في شركة للمناولة لا يتجاوز اجرها 100 د شهريا كما اكدت لنا ذلك ووالده مجرد سائق في البلدية و في كفالته عائلة اخرى و هما يتوجهان بنداء الى الحكومة المؤقتة وخاصة وزارة الصحة والسلط الجهوية بالقصرين وكل المنظمات الانسانية من اجل التدخل لمساعدة عبد القادر حتى يتخلص من الرصاصة التي حولته الى معوق".