سادت بعد الثورة الفوضى على الطرقات فلم يعد أحد يحترم الإشارات الضوئية ولا الأولوية والقانون الجديد المتبع من الأغلبية هو منطق "ذراعك ياعلاف". وبحلول شهر رمضان تعمّقت الأزمة وأضحى الوضع أخطر بكثير سيما وأنه سابقا كانت تطرح بحدة مشكلة عدم احترام الإشارات الضوئية والتعسّف على حقوق مستعملي الطريق والتهور خلال شهر الصيام بتعلات عديدة منها ضغط الوقت ومنها حشيشة رمضان...وزاد "الطين بلة" اليوم في ظل الاستناد على مبررات الوضع الاستثنائي والمنطق الثوري وحالة اللاشرعية التي جعلت الكثير من السواق يتمادون في تهوّرهم وعدم احترامهم للآخر.
دور أعوان المرور
يلاحظ كذلك في الآونة الأخيرة تقلص دور أعوان المرور في الاضطلاع بدورهم بالحزم المطلوب.والحرص على تطبيق القانون ومخالفة من لا يحترمه بكل شفافية وتجرّد حرصا على النظام العام وأيضا على حياة الأفراد لأن حوادث المرور تتسبب سنويا في تونس في خسارة مئات الأرواح البشرية الأمر الذي جعل تونس تحتل المراتب الأولى من بين البلدان التي تسجّل فيها أعلى نسبة حوادث. ولا تعد معضلة حوادث المرور في تونس موضوعا جديدا واليوم لا يجب- تحت مبرر الوضع الاستثنائي الذي تمر به تونس- أن نغفل عن مواصلة معالجة مشاكل حوادث المرور والتهور وعدم احترام قوانين الطرقات.
أين حملات التوعية على الطرقات؟
وعلى غرار مطالبة أعوان المرور على الطرقات بالعودة لممارسة نشاطهم بشكل طبيعي والحرص على احترام قوانين الجولان.يطالب البعض الجمعيات والجهات المعنية بالوقاية من حوادث الطرقات أن تمارس هي الأخرى دورها بشكل طبيعي.إذ يلاحظ تراجعا في حملات التوعية والتحسيس على الطرقات كما في وسائل الإعلام رغم أن الوضع الحالي كان يفترض تكثيف هذه التدخلات لتساهم كل جهة وكل طرف من موقعه ومن تخصصه في تجاوز هذه المرحلة الانتقالية بسلام.لا أن يتم التهاون في آداء الواجب والإضطلاع بالأدوار الرئيسية المنوطة بعهدتنا.