جوانب تحتاج للمراجعة لحماية مستعملي الطريق تونس - الصّباح: تفيد احصائيات السنة قبل الفارطة أن المترو الخفيف شارك في ما يقارب 63 حادثا تسبب في قتل 7 أشخاص وجرح 64 آخرين، كما كان للقطار نصيب في الحوادث بحوالي 74 حادثا أسفر عن 56 قتيلا و54 جريحا.
وتشير أيضا لغة الأرقام إلى أن الحوادث التي يكون فيها المترو والقطار طرفين فيها كانت بما نسبته 77 حادثا مع المترجلين و21 حادثا مع سيارات خفيفة وحوالي 10 حوادث مع دراجات نارية وأخرى عادية اضافة الى 7 حوادث مع شاحنات خفيفة و2 حوادث مع حافلة نقل. تؤكد هذه المعطيات أن عقلية عدم احترام قواعد المرور وعدم تقدير جسامة الخطر هي السمة الغالبة على سلوك أغلب مستعملي الطريق كما أن التهور والإندفاع يدفعان بالكثيرين إلى المجازفة بالمرور أمام المترو أو القطار حتى بوجود الأضواء والإشارات المحذرة وهي حالات تتكرر يوميا على تقاطعات السكك الحديدية في كل المناطق والاتجاهات. من جهة أخرى يطرح الموضوع أيضا بعض التساؤلات حول مستوى الحماية ومستوى البنية الأساسية المتواجدة حاليا على بعض تقاطعات السكك الحديدية والتي قد تتطلب مزيدا من العناية والعمل على تركيز المزيد من الوسائل الحمائية لبقية مستعملي الطريق لاسيما في مواجهة القطار إذا ما كان قريبا من المناطق السكنية لأن الاعتقاد السائد والقائل بأن القطار «لا يظلم» قد لا تكون دائما صحيحا إذا ما وجدت بعض الثغرات في الوسائل الحمائية المتوفرة. الوسائل الحمائية من هذه الاشكاليات المطروحة والتي تساهم أحيانا في حصول حوادث على سكك القطار نذكر بعض الوضعيات المتصلة بالبنية التحتية والجانب الهندسي أين تكون الرؤية غير واضحة ولا تكفل التثبت الجيد قبل قطع السكة... نجد أيضا في أكثر من منطقة داخل الجمهورية انتصاب سوق أسبوعية فوق السكة الحديدية أو بجانبها. نذكر كذلك انعدام الحواجز في بعض التقاطعات أو تعطل الاشارات الضوئية أحيانا. كل هذه الجوانب تتطلب مزيدا من المتابعة لتأمين مستوى حماية أكبر كما تتطلب بعض الجوانب مراجعة كاملة ببعض الوسائل الحمائية الموجودة لاسيما اذا ما كانت السكة الحديدية تمر في وسط الأحياء السكنية... ولماذا لا يتم اعتماد حواجز لا تسمح بمرور السيارات أو مستعملي الطريق الى حين مرور القطار..؟ لأن الحواجز المستعملة حاليا على تقاطعات السكك هي حواجز ذات منافذ عادة ما يخترقها السواق لاسيما إذا كان التنسيق بين وقت نزول الحواجز ومرور القطار، غير محكم نسبيا.. مشاريع مستقبلية عسى أن تدرج الشركة الوطنية للسكك الحديدية مثل هذه النقاط في مشاريعها المستقبلية خاصة أن مصادر الشركة تحدثت سابقا عن وجود برنامج للرفع من مستوى الحماية رصدت له حوالي 36 مليون دينار سيشمل اقتناء برمجيات جديدة للانذار الآلي للسكك والحصول على تقنيات متطورة في مجال الحماية تعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة.