يتبادل رواد الفيسبوك هذه الأيام لقطات مسرحية معبرة -وان وردت في إحدى حلقات مسلسل تلفزيوني هو «نجوم الليل 3» الذي تبثه قناة «حنبعل» - لم تكن لتصدر في تونس إلا عن دليلة المفتاحي لذا لم تفاجأ هذه اللقطة التي تأثر بها شباب الفيسبوك وأحبوها وأهدوها لبعضهم البعض، لا رواد المسرح ولا من عايشوا فترات هامة من ال35 سنة هي مسيرة هذه الفنانة ذات الحس المرهف والقدرة على التوغل في عمق الشخصيات التي تؤديها. المفاجأة الفعلية كانت اهتمام الشباب بدليلة واكتشافهم بأنه لنا في تونس أيضا ممثلات قادرات على التأثير بعمق والغوص في أعماق المشاهد وانتزاع الدمعة من عين أقسى الناس قلبا وأكثرهم تجربة مع الأحزان والمآسي حياة وممارسة واطلاعا، فالطلبة والتلاميذ يبعثون لبعضهم البعض دليلة المفتاحي في لقطة مؤثرة جدا ومعبرة وهي تحدث صورة زوجها المعلقة على الحائط وتزف له خبر عودة ابنها «الحارق» إلى حضنها وتبكي تارة وتزغرد طورا وتجمع الاثنين معا لتختلط أحاسيسها ويمتزج فرحها بالحزن وتتمكن في غفلة من المشاهد من أن تنقل له ضياعها وهمها الكبير وماساتها ولحظات سعادتها القليلة.. لقطة صادقة وحقيقية يمكن ان تعيشها أي أم مع أنها تعرف أن ابنها عاق وبطال وفيه كل العيوب ولكنه يبقى ابنها وحبيبها ومن اجل لحظة سعادة ترتسم على وجهه تهون حياتها». واغلب تعاليق شباب الفايس بوك على هذه اللقطة تقول ان البعض وجدوا فيها صدق التعبير ودقة الأداء ومن بينهم من وجد في صورة دليلة تلك أمه أو جارته أو قريبة له. أما اللقطة التي رافقتها تعاليق طريفة ومضحكة وتبادل البعض بعدها ذكريات مماثلة فهي عندما كانت دليلة ودائما في مسلسل نجوم الليل 3 تقف في الباب لتطرد صديق ابنها وتقول له انه خرج وتحاول أن تبعدهما عن بعضهما البعض ولكن ببراءة وبكذب ظاهر ومكشوف يقابله ابنها وصديقه بصدر رحب وبكثير من الحنان لأنهما يعرفان أنها طيبة في الأساس. دليلة المفتاحي أسرت قلوب الشبيبة بدور الأم لأنها تحلت بجملة من الصفات الفطرية والتي رافقتها ومازالت منذ بداياتها فهي صادقة في أدائها وتتصرف بتلقائية أمام الكامير ولا يضرها ان يرى الناس قسمات وجهها وهي تبكي أو تضحك فلا تتكلف ولا تخفي وجهها بيدها عندما تلبس الشخصية ويبدو القبح على محياها. وتلقائية دليلة في أداء أدوارها غير مفتعلة إذ من المعروف عنها أنها تتعامل بتواضع مع الجمهور كلما التقته وتحرص على أن لا تبدو في موقف الضعيف حتى في أحلك أزماتها ومن بينها ما تعرضت له مع المسرح الوطني حيث تم طردها بسبب غير مقنع ولكنها تجاوزته بالعمل والتفاني فيه لتثبت أنها اكبر مما حدث لها وممن خططوا له ورسموا تفاصيله. لقد عملت دليلة منذ سنة 1977 في ميدان التمثيل ونجحت في ان تترك بصمة خاصة في كل عمل تلفزيوني أو مسرحي أو سينمائي تقوم به منذ بدايتها في جندوبة مسقط رأسها. وتألقت في الدراما التونسية في مسلسلات «العاصفة» و«ريحانة» و«الأيام كيف الريح» و«يا زهرة في خيالي»و«صيد الريم» و»مكتوب» و»دنيا» و«الكريك» وغيرها.. ومؤخرا في مسلسل «نجوم الليل» الذي يتابعه الشباب في تونس ويعلقون في الفايس بوك على اللقطات التي تحركهم ومن بينها اللقطات التي تقوم بها دليلة. كما تألقت بأدوارها حتى الثانوية منها في السينما وخاصة منها الايطالية وصولا إلى دورها المؤثر جدا في فيلم «آخر ديسمبر» مع المخرج معز كمون وظافر العابدين وهند الفاهم.