محمد الفاضل فرحات إطار سام سابق بالمجمع الكيميائي التونسي وهو واحد ممن اكتووا بنيران النظام البائد وعانى من ويلاته الكثير حيث وجد نفسه وراء القضبان يواجه حكما بست سنوات سجنا في قضية مخدرات ولما كان يقضي العقوبة تم توريطه في قضية المجمع الكيميائي حيث اتهم باستغلال صفته كمدير بالمجمع وسوء التصرف في الإدارة التي يعمل بها وحوكم في الطور الإبتدائي خلال شهر فيفري 2007 ب 10 سنوات سجنا كما حوكم بنفس المدة في الطور الإستئنافي وذلك خلال شهر أفريل 2010 ولكنه بعد الثورة عقب الحكم فنقضته محكمة التعقيب وأرجعت ملف القضية إلى محكمة الإستئناف التي أنصفته وقضت ببراءته. محمد فاضل فرحات قضى ما يزيد عن 5 سنوات من حياته خلف القضبان ظلما رغم أنه حظي بفرصة للفرار من السجن مثلما فعل عديد السجناء ليلة 14 جانفي لكنه خير البقاء والخروج منه بريئا وليس هاربا. ما حكاية فاضل فرحات مع النظام البائد؟ يقول فاضل فرحات:"تعود جذور حكايتي مع النظام البائد إلى بداية سنة 2000 حيث بدأت تصدر نشرية لإعلامي تونسي في فرنسا تنشر سلسلة من المقالات تضمنت معلومات حول الفساد المالي والصفقات المشبوهة داخل المجمع الكيميائي وكذلك بشركة فسفاط قفصة ووقع التعرض في المقالات لأقارب المخلوع وأصهاره باعتبارهم مورطين في ذلك كما تم التعرض أيضا إلى نشر حقائق عن ليلى الطرابلسي مثل حقيقة عملها ككاتبة بالمجمع وعدم حيازتها على أية شهائد علمية... وعندها افتضح الأمر وتوجهت أصابع الإتهام نحوي بحكم علاقة الصداقة التي تجمع بيني وبين كاتب هذه المقالات وتم عرضي على مجلس التأديب وأطردت من عملي بصفة تعسفية ولكن القضاء أنصفني وأصدرت دائرة الزجر المالي قرارا ببراءتي بعد أن تقدم المجمع بقضية ضدي كما نلت 60 ألف دينار غرامة الطرد التعسفي وصدر حكم مدني أيضا لفائدتي".
المكائد
وأضاف محدثنا" كما لا يخفى على أحد أن أحمد بنور الديبلوماسي والسياسي في عهد بورقيبة صديق لي في حين كان يعد الغريم الأكبر للمخلوع وكان نظام بن علي يتنصت على أصدقاء أحمد بنور ويلاحقهم وكنت أنا في مقدمتهم... وذات يوم رن جرس الهاتف فردت ابنتي على المكالمة لتجد أحمد بنور على الخط سألها عني بعد أن يئس في الإتصال بي عبر هاتفي الجوال وفي ذلك الوقت كنت بمقهى بجهة لافيات وكانت في ذلك الوقت التلفزة التونسية تعرض استعراضا عسكريا أدت فيه الجيوش الثلاثة تحية للمخلوع باعتباره قائدا أعلى للقوات المسلحة في ذلك الوقت، وكانت زوجته ليلى معه فابتسمت إبتسامة ساخرة لأن الجيش عادة لا يؤدي تحية لزوجات الرؤساء.. لم أكن أعرف وقتها أن الإبتسامة محرمة في حضرة "السيد المخلوع" وحرمه ولم أكن أعلم أني مراقب وأنهم يعدون علي حتى ابتسامتي وأنهم ينصبون لي فخا في المنعطف الأول من الطريق ذلك أنه في اليوم الموالي غادرت مقر عملي بنهج العربية السعودية وتوجهت إلى منزلي وفي الطريق أوقفتني دورية أمنية بتعلة عدم إحترامي إشارة عون مرور واعتقلني أعوانها واتهموني بمسك المخدرات بعد أن دست لي قطعة مخدرة تحت كرسي سيارتي وتم ايقافي يوم 7 مارس من قبل فرقة مكافحة المخدرات... وتمت إحالتي على القضاء فأنصفتني المحكمة الإبتدائية وقضي ببراءتي ولكن النيابة العمومية طعنت في الحكم فقضت محكمة الدرجة الثانية بنقضه والقضاء بإدانتي وسجني 6 سنوات وهكذا عوقبت على جريمة لم أرتكبها فأنا لم أشاهد قطعة مخدرات في حياتي فكيف لي أن أروجها... كما لحق أبنائي الكثير من الأذى حيث تم استدعاؤهم من طرف البوليس السياسي وتهديدهم وإجبارهم على إمضاء إلتزامات كما وقع وضع سيارة أمام منزلي لمراقبة عائلتي."
10 سنوات سجنا
يواصل فاضل فرحات سرد ما تعرض إليه من مؤامرات نسجها له المخلوع بالقول:"... لما كنت وراء القضبان أقضي العقوبة كتبت رسالة لبن علي عن طريق إدارة السجن وهددته بفضح التجاوزات غير الأخلاقية التي كان يقوم بها والتي تضررت فيها فتاة وكان عدد من المسؤولين على علم بها عندها أصدر المخلوع أوامره بتوريطي في قضية أخرى. وفعلا حوكمت في قضية المجمع الكيميائي بعشر سنوات سجنا في الطور الإبتدائي ومثلها في الإستئناف من طرف قاضيين تلقيا التعليمات وقتها وبعد الثورة تم عزلهما كما وقع الإعتماد على شهادة زور أدلى بها الممثل القانوني للمجمع وكذلك إختبارات مزورة حيث ادعى الخبراء أنهم زاروني في السجن وشركوني في أعمال الإختبار ولكن في الحقيقة لم يزرني أي منهم...وبعد الثورة أنصفني القضاء وبرأني من كل التهم التي وجهت إلي ظلما وبهتانا".