إن شخصية كوثر الباردي في مسلسل «نسيبتي العزيزة» «حياة» في الجزء الثاني الذي تعرضه قناة نسمة خلال الشطر الأول من الشهر الجاري تختلف عن «حياة» في الجزء الأول من نفس السلسلة في بعض الجزئيات وقد أرجعت الممثلة كوثر الباردي ذلك إلى تنامي الشخصية في علاقتها ببقية الشخصيات. فالمتتبع للعمل يلاحظ جليا تطور وتغير في الشخصيات مقارنة بما كانت عليه في الجزء الأول من العمل حيث أنها بدت أكثر نضجا فنيا وفسرت كوثر ذلك بأنه يعود إلى الأجواء والعلاقات المتميزة بين كامل فريق العمل. إذ تقول : «كنا نعمل وسط أجواء من الألفة وكنا أكثر قربا من جميع الشخصيات، فالكل حريص على نجاح كل دور وكل مشهد وأعتقد أن هذه الأجواء انعكست إيجابيا على العمل رغم أن الموضوع الرئيسي لم يتغير وإنما كان الاتجاه إلى أن تتجاوز كل شخصية بعض النقائص والهنات التي كانت مصدر انتقاد البعض في الجزء الأول. إنني أومن بأن العلاقات بين كامل فريق العمل سواء كانوا ممثلين أو تقنيين من العوامل التي تتحكم في مدى نجاح العمل وفشله. أما بالنسبة إلي فأنا أحافظ على نفس تعاملي مع أدواري حتى تنال رضا واستحسان المشاهد». ولم تخف كوثر الباردي تخوفها من مواقف وردود أفعال المشاهدين حول العمل ككل وخاصة الدور الذي تجسده وهو الذي جعلها تولي اهتماما كبيرا لهذه الآراء. كما أكدت وأنها ورغم ثقتها في قدراتها وعملها الذي تحرص على أن يكون متميزا من خلال الالتزام بالسيناريو الذي يقدم لها وإتباع تعليمات المخرج تعطي للشخصية من روحها الخاصة وتنصهر معها إلى درجة أن المشاهد يخالها شخصيتها الحقيقية.
لا للاستسهال المسقط
وفي إجابتها عن سؤال حول الفرق بين شخصية « حياة « في الجزأين قالت :» أعتقد أنه وإن كان هناك فرق بين الشخصيتين فإن العمل ككل لم يتغير في مضمونه وشكله وهو ما حرص كاتبا السيناريو يونس الفارحي وفرحات هنانة والمخرج صلاح الدين الصيد على الالتزام به في الجزء الخاص برمضان الجاري لذلك لم أجد صعوبة في تجسيد دوري لأني لم أجد فرقا باستثناء مراجعة بعض الجزئيات كما أسلفت القول.» وحول مسألة غياب الثورة عن الأحداث حيث وباستثناء محاولات ترديد مصطلحات تحيل على أن العمل مواكب للثورة فإن «نسيبتي العزيزة» ظل بمنأى عن هذا الحدث فإن محدثتنا نوهت بقدرة كاتبي السيناريو على صياغة حوار يجعل المشاهد لا يشعر بغربة العمل عن تونس ما بعد الثورة ولكن في نفس الوقت لم يجعل المسلسل يسقط في الحديث عن الثورة بطريقة تنغص الفرجة على المتلقي خاصة أن أغلب الأعمال والبرامج التي تقدمها تلفزاتنا في رمضان اتحدت حول مشهد الثورة وهو ما اعتبرته غير منطقي بالمرة. لذلك كان حضور هذا الحدث في أغلب المشاهد موظف على نحو لا يسقط في الاستسهال أو الإسقاط غير الموظف. وترى كوثر الباردي أن الثورة حدث تارخي هام لا يمكن تقزيمه أو تهميشه من خلال طرحه بتسرع دون الخضوع إلى صياغة نص بدقة متناهية ليكون في عمل شامل ومفتوح لقراءات تأريخية وسياسية وثقافية وفنية لا تخلو من جمالية في الطرح والتصور والصورة. وحملت الممثلة مسؤولية هذه الفوضى التي اعتبرتها غير الخلاقة والخلط إلى أهل الميدان الثقافي بدرجة أولى بدواعي الاستسهال لغرض الربح المادي والركوب المفضوح على الحدث.
عندما لا نعترف بالحق في الاختلاف
من جهة أخرى عبرت كوثر الباردي عن استغرابها من تصاعد موجة الاحتجاجات في القطاع المسرحي لا سيما ما يتعلق بمواقف البعض الرافض للجنة الاستشارية للفن الرابع نظرا لقيمة الأسماء المكونة على غرار نورالدين الورغي الذي نزهته من أي شبهة حيث تقول : «شخصيا أفرح وأبتهج عندما أسمع أن نورالدين الورغي ينتمي لهيكل يضطلع بدور مصيري في القطاع لأنه قيمة ثابتة وكفاءة يعتد بها في القطاع. هذا رأيي في المسائل الفنية على الأقل أما ما عدا ذلك فلا دخل لي فيه كما هو الشأن بالنسبة لحسن المؤذن وغيرهم لأني لم أكن على بينة من أمر هذه اللجنة إلا خلال هذه الأيام باعتبار أني كنت منشغلة بتصوير سلسلة «نسيبتي العزيزة» وموازاة مع ذلك نواصل عرض مسرحية الليل زاهي مع فرقة مدينة تونس ولم يتسن لي التفرغ والراحة إلا خلال شهر رمضان لأن المسرحية متوقفة عن العرض خلال هذا الشهر». وأرجأت سبب هذه الظواهر إلى افتقاد البعض لثقافة التعامل مع الاختلاف وعدم تقبل الرأي المخالف أو النقد البناء. ودعت كوثر الباردي أهل القطاع خاصة والتونسيين عامة إلى القطع مع السلوك الذي اعتبرته هجينا والذي كان حسب رأيها سببا في تأجيج الثورة على النظام البائد الذي كرسها كانعدام العدالة الاجتماعية وتغييب القانون في التعامل في المسائل التي تستدعي ذلك وتغليب المحسوبية والعلاقات الخاصة والوساطات مما يؤدي إلى خلق أزمات وتوتر في البلاد.