عبر ايحاءات صوفية وفلكلور ايراني كان اللقاء ليلة الجمعة مع فرقة دارفش خان الايرانية بالمسرح البلدي بالعاصمة وهي فرقة تتكون من عازفين على آلات الناي والسنتور والرق والدف والعود إلى جانب آلة الطومباك -وهي آلة ايقاع ايرانية الاصل. ورغم اجتهاد المجموعة فإن العرض كان باهتا وقد غلب عليه الايقاع البطيء، بالرغم من تنوع المقامات والعزف الفردي على مختلف الآلات. كان العرض متقطعا مما جعل السهرة تبدو ثقيلة ومما زاد الأمر صعوبة أن الجمهور القليل لم يستطع الصمود كثيرا ولم يتجاوب مع العرض. ولسوء الحظ أن العرض الإيراني الذي من المفروض أنه ينهل من موسيقى تكاملت عبر العصور وجسدت الخصائص الأخلاقية والأحداث السياسية والاجتماعية والجغرافية لشعب يتمتع بتاريخ قديم جدا لم يستطع أن يجسد كل هذه العناصر في سهرة كانت على عكس الانتظارات بعيدة عن المستوى الفني المنتظر..وهو ما يدعو إلى التساؤل حول برمجة مثل هده الفرق في مهرجان المدينة بالعاصمة أو غيره في تونس التي كان من الواضح أنها غير قادرة لا على الإضافة ولا على استقطاب الجمهور أو على الأقل على شد انتباه العدد القليل من الجمهور الذين صبروا على العرض. أمر لاينبغي أن يجعلنا نقلل من قيمة الموسيقي الايرانية في شيء نظرا لعراقتها وتأصلها عبر التاريخ، ولكن ربما هو عدم التوفق في الاختيار وكان على لجنة التنظيم بمهرجان المدينة أن تحرص أكثر على المضمون الفني للسهرة.