بمناسبة الاحتفال العالمي بمرور ثمانية قرون على ميلاد مولانا جلال الدين الرومي المتصوف الكبير وصاحب طريقة»المولوية» الشهيرة اصدر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) كتاب «الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي». وجلال الدين الرومي هو محمد الخطيبي البلخي ( متوفى سنة 1273 ميلادي ) هو - كما جاء في التقديم للكتاب - «شاعر من كبار طبقة شعراء الانسانية كهوميروس والمتنبي ولي باي ودانتي... ابتدع لغة شعرية فريدة تصدر عن حرقة نار باطنية وتفيض نورا يضيء العالم، كما ابتدع تصورا شاملا للكون يقربه من مصاف الأنبياء يتجاوز العالم المرئي ويحرر الروح من سجن طين الجسد... واذا كان الأفغان يفخرون بأصول مولانا الأفغانية (فهو أصيل بلخ) والأتراك بانتمائه الى قونية من الأناضول (بلاد الروم) والايرانيون بانتمائه الى الحقل اللغوي الفارسي فانه يمكننا القول دون مبالغة أنه شاعر من شعراء اللغة العربية أيضا» هذا الكتاب الذي أعده للنشر وقدم له البشير القهواجي هو ديوان يضم 89 منظومة غزلية متفاوتة الطول من ثلاثة أبيات الى ثمانية عشر بيتا تشترك كلها في الغرض والأسلوب اشتراكا بينا، فجميعها - بصرف النظر - عن شكلها - من البث الصوفي الذي يتخذ غالبا ثوب الغزل أو الخمريات... ان كتاب «الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي» بنصوصه النادرة - على مستوى المضمون - وكذلك بزخارفه ونمنماته البديعة - على مستوى الشكل - هو اصدار يرقى الى مستوى «الأثر الفني» بالمعنى الكامل للكلمة...