الامتناع عن أية معلومة متحيزة أو تشويه للأحزاب أو المترشحين وسط غياب لافت للمعنيين بالأمر، نظمت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات صباح أمس بمدينة العلوم بالعاصمة لقاء مع الاعلاميين... لمناقشة مشروع مدونّة سلوك خاصة بالصحافيين الراغبين في الحصول على الاعتماد من قبل الهيئة يمكنّهم من تغطية مختلف مراحل العملية الانتخابية وخاصة من النفاذ إلى مكاتب الاقتراع ومراكز الفرز. وعبرت منية العابد نائبة رئيس الهيئة عن أسفها الشديد لعدم حضور الصحفيين هذا اللقاء بالغ الأهمية لأنه كان سيسمح للهيئة بالاستماع إلى مقترحات ممثلي وسائل الإعلام وإثراء مشروع مدونة السلوك قبل تبنيه، وقالت ردا على أحد الاعلاميين الذي لام الهيئة على تنظيمها هذا اللقاء في شهر رمضان.. إن المدة الفاصلة عن تاريخ انتخابات المجلس التأسيسي أصبحت قصيرة جدا ولا يحتمل النظر في موضوع دور الاعلام في المسار الانتخابي مزيدا من التأخير.. وكان المكتب الاعلامي للهيئة قد وجّه مئات الدعوات للإعلاميين لحضور هذا اللقاء سواء عن طريق مراسلات خاصة أو عبر الانترنيت أو عن طريق الشبكة الاجتماعية الفيس بوك..
النفاذ لمصدر المعلومة
ويتلخص مشروع مدونة السلوك في إبراز حقوق الصحفيين وواجباتهم خلال الانتخابات. ففي ما يتعلق بحقوق الصحفيين فتنص مدوّنة السلوك على انه لكل صحفي تم اعتماده من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الحق في حرية النفاذ إلى مصدر المعلومة دون عوائق أو أي تهديد أو تمييز، والحصول من الهيئة وهيئاتها المستقلة على جميع البيانات المتعلقة بسير مراحل العملية الانتخابية، والنفاذ إلى مكاتب الاقتراع أو مراكز الفرز وممارسة المهنة بحرية ودون ترخيص مسبق أو رقابة إلا إذا اقتضت التراتيب ذلك أو في صورة مخالفة التشريع الجاري به العمل أو مدونة السلوك. أما بالنسبة للواجبات فنصّ مشروع مدونة السلوك على أن الصحفي مطالب باحترام قواعد المهنة وأخلاقياتها والتشريع المنظم لوسائل الإعلام وكذلك القانون الانتخابي المنظم لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي والالتزام بالنظام العام والأخلاق الحميدة. ويجب الالتزام بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للبلاد التونسية وحمل بطاقة الاعتماد خاصة عند النفاذ إلى مكاتب الاقتراع ومراكز الفرز واحترام مبدأ الحياد والامتناع عن القيام بتصريحات للعموم من شأنها الإضرار بالمسار الانتخابي أو الدعوة إلى العنف. كما تتمثّل في الحرص على حسن التعامل مع المشرفين على تنظيم الانتخابات وكذلك مع الناخبين والامتناع عن ممارسة المهنة بطريقة نفعية أو لغاية الحصول على مقابل مادي والامتناع عن ترويج أو تشجيع التمييز على أساس الأصل أو اللون أو الدين أو النوع الاجتماعي أو الآراء السياسية وتأمين تغطية إعلامية صحيحة متوازنة ومحايدة للمسار السياسي والانتخابي. والامتناع عن الاقتباس والتشويه المتعمد والافتراء والنميمة والقذف والمحاباة أو قبول أية عطايا مقابل نشر معلومة أو إزالتها والالتزام بواجب إعلام الناخبين حول طرق الانتخاب ومسألة الاقتراع ومختلف إجراءات المسار الانتخابي..
مساواة بين الأحزاب
ويتعين على الصحفي قبل الحملة الانتخابية الحرص على عدم الوقوع ضحية أي تأثير أو تلاعب من قبل السلط أو الأحزاب السياسية أو أية قوى ضغط أخرى ومنح الأحزاب السياسية والمترشحين المفترضين المساواة في المعاملة والامتناع عن أي معلومة متحيزة أو تشويه أو حديث مسيء للأحزاب السياسية أو المترشحين والعمل على تحسيس الناخبين بضرورة ممارسة حقوقهم المدنية والامتناع عن كل سبر للآراء أو نشر لنتائج من شأنها بث البلبلة في نفوس الناخبين. ويجب على الصحفي خلال الحملة الانتخابية الامتناع عن أي تعليق موجه أو تشويه أو قدح أو طعن في كرامة أو في شرف المترشحين وتمكين الأحزاب السياسية والمترشحين أو ممثلي القائمات المعنيين بالعملية الانتخابية من الظهور في وسائل الاعلام والقيام بحملاتهم في نطاق احترام القواعد المفروضة ومدونة السلوك واعتماد وصف نزيه ومحايد لسير الحملة وتمكين الأحزاب السياسية المعترف بها من النفاذ إلى جميع وسائل الإعلام في ظروف متساوية والحرص على أن تكون الحصص الحوارية والنقاشات السياسية في وسائل الإعلام مقيدة بالبرامج السياسية للمترشحين وأن يتم التعامل فيها وفق مبادئ المساواة والانصاف. ويتعين على الصحفي يوم الاقتراع التقيد بمبدأ سرية الاقتراع والامتناع عن أي تصرف يهدف إلى عرقلة المسار الانتخابي أو التأثير على الناخبين والامتناع عن استعمال أجهزة تصوير أو كاميرا داخل مكاتب الاقتراع إلا بترخيص كتابي من رئيس مكتب الاقتراع والامتناع عن حمل زي أو شعار خاص بأحد الأحزاب المترشحة للانتخابات واحترام القرارات الصادرة عن رئيس مكتب الاقتراع والامتناع عن الإعلان عن نتائج الانتخابات دون ترخيص مسبق من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وكانت الجلسة الافتتاحية قد خصصت لتقديم قراءة في ميثاق شرف الصحفيين قدّمتها نجيبة الحمروني رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في حين تحدث مراد بن مولّى عضو الهيئة المكلف بالشؤون القانونية عن قواعد واجراءات الحملة الانتخابية وتطرق هشام السنوسي عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال إلى موضوع الدعاية الانتخابية. وذكّر العربي شويخة أستاذ معهد الصحافة وعلوم الاخبار وعضو الهيئة المستقلة للانتخابات بثلاثة مبادئ جوهرية في العمل الصحفي وهي التثبت من المعلومة من خلال الاتصال بالمصادر المباشرة وليس غير المباشرة الحرص على أخذ آراء مصادر متعددة ومتناقضة وعدم الخلط بين الرأي وبين الخبر.