حاول النادي الإفريقي دخول المباراة بقوة وأمسك بزمام اللعب من خلال تعبئة وسط الميدان ولاحت تعليمات المدرب فوزي البنزرتي للاعبيه واضحة بالسعي إلى الضغط على المنافس مع غلق المنافذ المؤدية إلى شباك الحارس بن أيوب، وبعد خمس دقائق فقط توفرت فرصة سانحة للذوادي لكن حارس أنتر كلوب كان أسبق منه وواصل عناصر فريق باب الجديد اللعب بنفس الروح والثقة وفي غفلة من الدفاع كاد مهاجم أنتر كلوب أن يستغل بهتة دفاعية إلا أن الحارس بن أيوب كان جاهزا للتصدي. ورد الإفريقي على هذه الفرصة بواسطة تسديدة الذوادي التي أخرجها الدفاع للركنية بصعوبة ولم تمر سوى دقيقة واحدة حتى كاد المويهبي أن يفتتح النتيجة بعد أن اختطف الكرة على خط الستة أمتار لكن كرته مرت محاذية لمرمى الحارس الأنغولي تشيري. وانطلاقا من الربع ساعة الأول بدأ أنتر كلوب يستفيق بتنظيم خطوطه ومحاولاته الهجومية ومع الدقيقة 20 طالب لاعبو الإفريقي بضربة جزاء بعد مسك الذوادي داخل مناطق الجزاء لكن الحكم موكوكو أمر بمواصلة اللعب وبعد دقيقة واحدة تمكن الهجوم الأنغولي من اختراق دفاع الإفريقي وكاد أن يفتتح النتيجة لكن الحدادي تدخل في آخر لحظة ورغم أن اللعب تواصل متكافئا فإن الإفريقي كان أخطر ولم ينقصه إلا التجسيم خاصة مع المخالفة التي نفذها المويهبي في الدقيقة 35. ولئن لم ينجح المسعدي في الانفراد بالحارس شيري في الدقيقة 40 كاد كابوتشو أن يفتتح النتيجة لكن الحارس بن أيوب يثبت سعة امكانياته وينقذ الإفريقي من هدف مرة أخرى وكان بإمكان السلطاني افتتاح التسجيل لو عرف كيف يقتنص التوزيعة المليمترية من يوسف المويهبي داخل مناطق الجزاء. على نفس سيناريو الشوط الأول دخل زملاء المويهبي الفترة الثانية بعزيمة فولاذية حيث توفرت لهم بعض الفصر منذ الدقائق الأولى لكن النجاعة ظلت غائبة وبعد 5 دقائق فقط وجد ديبرو نفسه داخل مناطق الجزاء فحاول التسديد إلا أن الدفاع أنقذ الموقف وواصل الإفريقي تعبئة وسط ميدانه مع محاولة اختراق منافسه من خلال التسربات الجانبية وهو ما حصل في الدقيقة 52 من طرف الذوادي لكن غياب المساندة حكم على العملية بالفشل وأمام عدم توفر الحلول التي تمكنه من الوصول إلى شباك الحارس أيمن بن أيوب اضطر لاعبو أنتر كلوب إلى التسديد من بعيد حيث لم تشكل تسديدات بادو خطرا على الحارس بن أيوب. ومع مرور الدقائق بدأ الإفريقي يفقد الروح الانتصارية التي دخل بها المباراة والنفس الهجومي الذي اعتمده المدرب فوزي البنزرتي في الشوط الأول. ومع الدقيقة 55 اضطر المدرب فوزي البنزرتي لاقحام وجدي المشرقي مكان أيمن السلطاني الذي تعرض إلى إصابة. وبعد 4 دقائق فقط وضع المسعدي حدا للعقم الهجومي بمغالطته للحارس شيري إثر مخالفة نفذها بامتياز الذوادي. وأعطى هذا الهدف شحنة معنوية للاعبين للضغط على منافسهم حيث لم تمر دقيقة واحدة حتى كاد المسعدي أن يضاعف النتيجة لكن الحكم أعلن عن تسلّل. وبعد هذا الهدف سعى الفريق المحلي إلى تنظيم صفوفه حيث توفرت له أكثر من فرصة ليتمكن إثر ركنية من تعديل النتيجة في الدقيقة 70 بواسطة بوليفالي إثر بهتة دفاعية ليعيد الهدف الروح للفريق الأنغولي الذي ضغط أكثر على دفاع الإفريقي الذي عمد أكثر إلى الهجومات المعاكسة السريعة التي كاد أن يتوج أحدها بهدف لكنه تسرع في التسديد وبعد دقيقة فقط كان كابوتشو أخطر مهاجمي الفريق المنافس قريبا من مضاعفة النتيجة إلا أن الحارس بن أيوب تدخل في الوقت المناسب وفي الدقيقة 85 فضل المدرب البنزرتي تعويض مهدي مرياح بيوسف المويهبي الذي لم يقدم المنتظر منه. وفي الدقيقة 89 تمكن الفريق المحلي من مضاعفة النتيجة بعد ارتباك واضح من الدفاع وخروج خاطئ من الحارس بن أيوب ليقبل الإفريقي هدفين من خلال ركنيتين وهو ما حيّر المدرب فوزي البنزرتي. وهكذا فرّط النادي الإفريقي في انتصار كان سيبقيه في صدارة مجموعته ويدعم حظوظه في الترشح ليجد نفسه في المرتبة الثانية برصيد 5 نقاط مما سيحتم عليه كسب نقاط الفوز ضد أساك بتونس والعودة بنتيجة ايجابية من نيجيريا. ولا شك أن الأخطاء الدفاعية تطرح أكثر من سؤال وتحتّم بلا شك على المدرب فوزي البنزرتي معالجتها قبل المواعيد القادمة خاصة أن أغلب العناصر ظهرت بوجه باهت لا سيما في الشوط الثاني الذي سجل تراجع الفريق بشكل محيّر.