لم تمنع الضجة الكبيرة التي رافقت انجاز مسلسل» الحسن والحسين « في الأوساط الدينية وخاصة بجامع الأزهر الذي شدد على عدم جواز تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة المبشرين بالجنة.. من منع بث المسلسل على عدد كبير من الفضائيات العربية (أكثر من 15 قناة). حملات الهجوم على المسلسل وقرار الأزهر النهائي عوض أن تتسبب في إلغاء هدا العمل ونفور المتلقي، منحته حسب رأي النقاد شهرة ودعاية مجانية واسعة ،ما جعل المشاهد يرغب في مشاهدة المسلسل والكشف عن أطواره.. والمسلسل يسرد حياة حفيدي الرسول ص- وعلاقتهما بالصحابة والفتن التي قامت بينهما وبين الصحابة إثر مقتل عثمان بن عفان دون أن يغفل مؤلف هذا العمل محمد يساري عن مؤامرات اليهود من خلال شخصية عبد الله بن سبأ ودوره في إثارة الفتن بين المسلمين.. ويشارك في هذا العمل الضخم ممثلون محترفون من عدة دول عربية أمثال فتحي الهداوي الممثل التونسي في دور الصحابي حرقوص بن زهير السعدي الدي أصبح من الخوارج وأشدهم على علي بن أبي طالب.. تنقل أحداث المسلسل للمشاهد أهم فترات التاريخ الإسلامي وما شهدته من تناحر بين المسلمين وبين صحابة رسول الله.. كما أن هذا العمل الفني يعكس اجتهاد المخرج السوري عبد الباري أبو الخير لأنه عمد الى إثارة مسألة دينية غالبا ما كانت محل لبس واختلفت في شانها الروايات. وإذ أثار بث المسلسل المذكور هذه الضجة الكبيرة فإنه ليس العمل الفني الوحيد في المنطقة العربية والإسلامية الذي تعرض لمعارضة شديدة أما السبب فهو يعود دائما لاعتراض رجال الدين على تجسيم شخصيات الانبياء والصحابة وكل الأسماء التي تعتبر مقدسة لدينا وهو ما يدفع للتساؤل كيف يمكن الخروج من هذه الإشكالية بدون إثارة حساسية الناس ودون التقييد من حرية الإبداع في الآن نفسه. هناك أعمال لم يفرج عنها بعد على غرار مسلسل أبو الحسن الشادلي- للمخرج شوقي الماجري الذي لم يعرض تخوفا من فتن المذاهب ،حسب تصريح نور الشريف الدي تقمص دور البطولة في هذا العمل. إشكالية مطروحة للدرس.