وفاء تلميذة من عائلة تونسية محدودة الدخل انقطع اخوتها عن الدراسة في زمن الظلم والطغيان والنهب والسرقة والشعارات الجوفاء. والمجالس الجهوية التي كانت تخصص للنهوض بالجهات ورصد الاعتمادات لذلك، هذه الاعتمادات التي تتبخر ما ان ينفض المجلس، ولا شيء يتحقق. وفاء سمعتها صدفة على موجات اذاعة الشباب يوم الاربعاء 24 اوت الحالي وهي تسرد بحرقة معاناتها ومعاناة عائلتها. لتوفير مصاريف وثائق تسجيلها بالجامعة إذ استطاعت، بالعزيمة والصبر والاصرار ان تقهر حاجزا لانقطاع عن الدراسة الذي لم يعبره اشقاؤها والحصول على الباكالوريا. كانت تتحدث بحرقة والم وبعزة نفس ايضا، حسب الجزء الذي استمعت اليه من حديثها مع المذيعة. هذه الفتاة وغيرها كثيرات من ضحايا النظام الفاسد الذي كان يتشدق، بالعناية بالشباب، ولكنه كان يدمر الشباب والبلاد والعباد. هذه الفتاة هي صرخة في وجه هذا »الجيش« من الاحزاب والجمعيات، التي لو كان أعضاؤها يجوسون خلال البوادي والقرى وحتى المنازل لعثروا عليها ولوفروا لها مصاريف مواصلة دراستها. وفاء تنتظر من يساعدها ويأخذ بيدها ونأمل أن يحدث ذلك. والاتصال بها سهل ويسير اذ يمكن ذلك عبر هاتف إذاعة الشباب التي لا شك أن لديها كل المعطيات التي تهم وفاء.