ستكون السينما التونسية حاضرة بقوة في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا الذي ينتظم من 7 إلى 11 سبتمبر الجاري. فبعد أن اختار القائمون على المهرجان أن تخصص الدورة الحالية للاحتفاء بالثورات العربية وخاصة ثورة تونس التي كانت الشرارة الأولى لهذه الثورات فالثورة المصرية باعتبارهما الثورتين المنتصرتين فضلا عن مساندة الثورات العربية المندلعة في كل من ليبيا التي انتصر فيها الثوار على نظام العقيد وهاهم بصدد فرض سيطرتهم على كامل تراب البلاد، وسوريا واليمن التي لا تزال صامدة في معاركها ضد الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة. تفتتح التظاهرة بالفيلم التونسي « الشرارة» للمخرج منجي فرحاني ومدته 52 دقيقة إلى جانب الفيلم المصري «ممنوع» لآمال رمسيس. وتشارك تونس في المسابقة الرسمية للمهرجان بعملين هما « شرارة» و»حدث ذات فجر» لمحمد علي النهدي. كما تكرم الدورة الحالية لمهرجان الفيلم العربي بروتردام الممثل التونسي هشام رستم نظير ما قدمه خلال مسيرته الفنية من أعمال سينمائية ودرامية ناجحة سواء من خلال أعمال تونسية أو عالمية. ويتم أيضا تكريم الممثل المصري عمرو واكد أحد أبرز نجوم سينما الدراما والشباب في مصر حاليا خاصة أنه اشتهر في الفترة الأخيرة بإعلان معارضته لنظام الرئيس المخلوع بعد أن تحول إلى أهم شخصيات ميدان التحرير إبان ثورة 25 جانفي المصرية.
عندما يتلازم الكم والكيف
ويشارك في هذا التظاهرة السينمائية الدولية أكثر من أربعين فيلما من أكثر من 20 بلدا عربيا وأوروبيا تطرح وتعالج أغلبها مواضيع ومسائل اجتماعية وسياسية مستمدة من واقع البلدان العربية في هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة في تاريخ نضالها من أجل الديمقراطية والتغيير والإصلاح في ثوراتها ضد الديكتاتورية والاستبداد لا سيما أن الحراك الذي ما انفك يشهده الشارع العربي مفتوحا على سيناريوهات عديدة قد يكون الفن السابع من بين الفنون والقطاعات التي تسعى لتوظيفها على نحو فني يخدم القطاع والعاملين فيه ويشكل سندا لهذه الشعوب في مسارها النضالي. وما يميز الأعمال المشاركة في الدورة الحالية أن جل الأفلام من إنتاج سنة 2011 وتنتمي إلى مختلف الأصناف السينمائية الطويلة والوثائقية والقصيرة. حيث تعالج عشرة أفلام من بينها موضوع الثورتين التونسية والمصرية بالإضافة إلى عدد من الأفلام التي تنقل صورا حية من أرض الثورات العربية التي لا تزال مندلعة. ومن البلدان التي ستكون حاضرة من خلال أفلامها نذكر فضلا عن تونس ومصر كل من الأردن وفلسطين وسوريا والمغرب وعمان إلى جانب إيرانوهولندا وبلجيكا وغيرها من الدول الأخرى. أما بالنسبة للأعمال المرشحة للمشاركة في مسابقات المهرجان إلى جانب الفيلمين التونسيين نجد أيضا « كلنا للوطن» للبنانية كارول منصور و»ملائكة الصحراء» للعماني خالد الكلباني و»سماح» للفلسطيني شادي قبطي و»18 يوما في مصر» لأحمد صلاح سني ورمضان صلاح محمد وفيلم «فشل» لنادية حمزة وهو إنتاج مشترك سوري أمريكي وغيرها من الأعمال الأخرى من المغرب وإيران والعراق وبلجيكا... كما يشارك في هذا المهرجان عدد من المخرجين الشباب والهواة من خلال أفلام وثائقية قصيرة سيخصص فيها ثلاث جوائز تقديرية للفائزين في المسابقة المخصصة لذلك. وتتضمن الدورة الجديدة إلى جانب مسابقات الأفلام الطويلة والقصيرة عددا من البرامج الخاصة من أهمها برنامج عن الثورات العربية وبرنامج سينمائي عن «عشرة سنوات بعد أحداث 11 سبتمبر «وآخر عن سينما الشباب في السعودية نظرا لأن السعودية ستكون ضيف شرف المهرجان من خلال برنامج خاص يعرض من خلاله عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية والروائية والطويلة. ومثلما دأب المهرجان في دوراته السابقة على إيلاء أهمية لكل المبادرات والأفكار التي يكتنفها الإبداع والتميز فإن هذه الدورة تخصص أيضا حيزا لسينما الضواحي باعتباره يؤسس لتقليد جديد. كما يمنح المهرجان من خلاله الفرصة لعدد من السينمائيين الأوروبيين الشباب الذين ينحدرون من أصول عربية لعرض أعمالهم الفنية خاصة الأعمال السينمائية التي تطرح مواضيع ومشاكل ذات صلة بالهجرة والهوية ومكافحة التمييز والعنصرية وحوار الثقافات. ويكرم المهرجان في هذه الدورة شهيد الثورات العربية المصور التلفزي بقناة الجزيرة على الجابر إلى جانب عدد من الشخصيات والهيئات التي ساهمت في انجاح ونصرة الثورات العربية بما في ذلك قناة الجزيرة. ويشارك في تنظيم المهرجان الذي بعث منذ حوالي 11 سنة إذاعة هولندا ومؤسسة المنتدى العربي بنفس البلد وهي منظمة ثقافية واجتماعية تهدف إلى تمثيل وتنمية مصالح الأقليات العربية في هولندا.