- يبدو أننا لم نجن من الثورة بعد 9 أشهر عن تحققها إلا اللحي الكثيفة والطويلة فحتى في المجال الرياضي بقيت دار لقمان على حالها بل ازداد الوضع سوءا على غرار تزايد عدد العاطلين عن العمل وتدهور المقدرة الشرائية وتراجع حاد في عديد المجالات.. ورغم أن الموسم الكروي لم ينطلق بعد وتم تأجيل عديد الأنشطة الى ما بعد 23 أكتوبر المقبل فإن أحداث الملاعب تواصلت ولعل ما عرفه ملعب المنزه خلال 48 ساعة أثناء مباراتي الترجي والمولودية والافريقي وأساك ميوزا خير دليل على أن العقلية البالية ولغة العنف لم تتغير.. أضرار لحقت الملك العمومي.. جرحى.. حالات حرق.. مدارج تشتعل وقتيل وايقافات.. هي حصيلة كارثية لا محالة فسرها البعض بوجود مندسين يشوشون على الهيئات المديرة وعلى بعض المسؤولين لعرقلة مسيرة أنديتهم.. لكن لا يمكن بأية حال من الأحوال أن نلقي بالتهم جزافا أو نرجم بالغيب طالما نحن عاجزون عن تحمل مسؤولياتنا كاملة وتوعية الجماهير وردع المخالفين وأيضا الغربلة طالما أننا في مرحلة ما قبل المرحلة الانتقالية أي في حالة انتظار وترقب.. تبريرات وضعف لابد من تحمل وزارة الاشراف ومسؤولي الأندية لمسؤولياتهم لان ظاهرة المندسين ليست بالجديدة علينا وهي موجودة في ملاعبنا لأنّ المستهدفين في ملاعب ما بعد الثورة هم في أغلبهم مسؤولو ومدربو ولاعبو الأمس أو مرحلة ما قبل 14 جانفي فمثل هذه الأحداث ليست بالجديدة على مدارج الترجي وهيئته التي عانت من هذه التصرفات حتى وفريقها غير منهزم فبدل التصفيق تستل الشماريخ وتلقي القوارير على المستطيل الاخضر، كذلك الامر في النادي الافريقي وجل الأندية الاخرى. وما لا يرقى إليه أدنى شك أن سبب هذه البلبلة والتعدي على ممتلكات المجموعة الوطنية وإدخال المجال الرياضي في حالة بطالة قسرية هو بالأساس ضعف الهياكل الرياضية المشرفة على البطولات، فبينما تعتبر نفسها هياكل شرعية ومنتخبة فإنها عاجزة عن تنظيم بطولة وايجاد الحلول الممكنة لضمان السير الطبيعي للمقابلات الرياضية لتدخل الأندية وعديد القطاعات التي كانت تنتعش من المقابلات الرياضية في بطالة حتى ازداد الوضع العام سوءا.. كل شيء الى ما بعد التأسيسي!! أما ما لا يقبله عقل هو أننا ارتأينا سياسة التأجيل في كل المجالات اذ ماذا يعني تغيير موعد انطلاق بطولتي الرابطة 1 و2 وغيرهما من الاقسالم الى ما بعد الانتخابات هل تنتظر الجامعة حكومة مقبلة منتخبة ستحكم بحد السيف لإعادة الاستقرار للملاعب والقضاء على المندسين.. هل في ذلك إحالة على أنه ينتظرنا «نظام استبدادي جديد» أم اشارة الى أن الحكومة المؤقتة التي تنكب ليلا ونهارا على معالجة الملفات والقضايا ويسعى جل الموجودين فيها الى تأمين هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات؟ ماذا لو واصلت نفس الحكومة بعد التأسيسي؟ إنه بلاشك الارتجال في سياسة وقرارات عديد الهياكل الرياضية فماذا يعني تأجيل البطولات الى ما بعد الانتخابات أليس ذلك اتهاما للحكومة المؤقتة بالعجز؟ ثم هل ستتأجل هذه البطولات من جديد بعد 23 أكتوبر في حال حصل الوفاق داخل المجلس التأسيسي وواصلت ذات الحكومة المؤقتة عملها لسنة أخرى بعد الانتنخابات.. كما أن المندسين وكل الذين يضعون العصا في العجلة لا يمكن القضاء عليهم إلا بالعمل وتحمّل المسؤوليات فهم ليسوا موجودين في الملاعب بل في كل المجالات والميادين ويكفي التذكير بأن هيئة النجم الساحلي لم يمر على تأسيسها أو انتخابها 20يوما حتى انفجرت من الداخل لينسحب أحد الأعضاء من الهيئة المديرة فضلا عن الخلافات بين زبير بية وشكري العميري.. وكل هذه المشاكل أعادها رئيس النادي حافظ حميد الى وجود أياد خفية تحرّك الاشعات والمشاكل وبالتالي تحدث عن المندسين والمناوئين والحال أن هؤلاء مثل الملح لا يغيبون عن الطعام.. الحديث عن المندسين أصبح قضية مغلوطة وبات من المفروض على الأندية والهياكل الرياضية تحمل مسؤولياتها وإعادة الحياة لسباقات البطولات الوطنية حتى تدب الحياة من جديد في عديد المجالات المترابطة معها...