منطقيّا ستنطلق بطولة هذا الموسم اليوم أي 15 ماي 2011 خاصة أن صراع القبض على «النسر» انحصر بين فريقين لا ثالث لهما ونعني بهما النجم والترجي اللذين مهما تعثرا فإن بقية الأندية مقتنعة بأنها مجرد «كمبارس» في بطولة هذا العام... نقول هذا الكلام بعدما لاح بالكاشف أن أغلب الأندية عندنا ترفض أدوار البطولة وترضى لها ولجمهورها أن تعيش في مناطق الظل الكروي وفي بعض الأحيان «الذل الكروي» لغاية في نفوسها غير التواقة إلى تحقيق أهداف الثورة الكروية التي تمنينا جميعا أن تحرك على الأقل الهرم الكروي إذا لم تقلبه.. وهذه الأمنية ليست شماتة أو حقدا على الأندية التي تعودت الزعامة بل لأننا طبيعيا نكره الزعيم الأوحد والحاكم بأمره في كل المجالات.. ثم إن عالم الكرة كثيرا ما أقنعنا من حيث لا ندري أن الثورة ستنطلق من الملاعب لأنها بكل بساطة كانت دوما مسكونة بالمتاعب. اليوم ينطلق الحساب الرسمي لثنائي المقدمة وتنطلق معها «المحاسبة» خاصة بالنسبة إلى الترجي الذي أضاع أربع نقاط كاملة على ميدانه أمام فريقين يلعبان لتفادي النزول بما يزيد في حجم الغضب الذي حف بالحديقة «ب» في الأيام الأخيرة وجعل الجميع ينطلق في حسابات مثيرة لبقية المشوار شعارها الوحيد «الانتصار» خاصة أن هذا الجمهور جهّز قائمة في الذين أساؤوا للترجي وبدأ في شحذ السكاكين ل«سلخ» المدرب واللاعبين ورفع لهم شعار «Dégage» قبل التسبب لهم في أكثر من إحراج، لكن قبل كل ذلك هل فكر هذا الجمهور بتعقل وروية بالنظر إلى حجم المنافسين القادمين بداية من حوار اليوم مع ال«سي آس آس» الذي يعلم الجميع أنه من أحلى وأقوى الفرق وأن هزمه على قواعده يتطلب إلى جانب التخطيط المحكم الكثير من العرق؟ النجم الساحلي هو الآخر يبدو في ورطة فنية رغم امتلاكه عن جدارة لمقود القيادة فخسارته أمام جمهوره ضد حمام الأنف دون نسيان خسارته على نفس الملعب ضد الأولمبي الباجي لن ينساهما جمهوره الوفي ببساطة إلا إذا واصل منذر كبير التحليق بالفريق في القمة رغم صعوبة المهمة... النجم سيجد نفسه اليوم في أصعب امتحان أمام شبيبة القيروان العائدة إلى الصفوف الأمامية بعزيمة حديدية ولا تبغي غير مواصلة المشوار بنفس الروح والاقتدار والسؤال المطروح هل يفسد كبيّر أحلام العقبي ويجبره على قبول القرار بتحقيق انتصار يزيد في سعادة الأنصار؟ النادي الإفريقي خيّب ظن جمهوره قاريا ومحليا ورضي بمركز مخجل بالنسبة إلى العملاق الأحمر والأبيض الذي يبقى مكانه الطبيعي في أتعس أيامه بين الرباعي الأول... وها هو اليوم يطارد أمام «الهمهاما» أضغاث حسابات عقيمة بعد أن لحقته عاهات عديدة نخشى من القلب أن تكون مستديمة... النادي البنزرتي هو الآخر نسي أحلامه المنطقية وجلس على ربوة الخوف من المستقبل وأضحى يعد أيامه الباقية في عمر هذا الموسم الذي انتظرنا أن يكون فيه ال«سي آبي» فاعلا لا مفعولا به خاصة أن لا شيء ينقصه ليستقر مع الكبار إلا إذا لم يستطع التخلص من عقلية الصغار.. وحوار اليوم مع مستقبل المرسى يحمل رغبة في الاستقرار ولو أن بوشي جهّز للاعبيه القدامى كل أدوات الدمار... في قابس سيحضر شعار وحيد يقول «عريان يسلب في ميّت» فأبناء عادل السليمي يتنفسون من ثقب إبرة.. والضيوف يعانون عسرا حادا في الهضم والكلمة الأخيرة ستكون لمن يغلّب حقيقة الميدان على الأوهام ولا ينتظر نهاية اللقاء ليضع الحكم في قفص الاتهام. سليم الربعاوي دليل الجولة السادسة للإياب صفاقس (س15) النادي الصفاقسي الترجي الرياضي (محمد سعيد الكردي) المنزه (س15) النادي الإفريقي نادي حمام الأنف (محمد المدب) بنزرت (س15) النادي البنزرتي مستقبل المرسى (إلياس سويدان) القيروان (س15) شبيبة القيروان النجم الساحلي (عواز الطرابلسي) قابس (س15) مستقبل قابس الأولمبي الباجي (قاسم بن ناصر) أرقام بين الصفاقسي والترجي: عقيد رشيق وطارق أنيق: المنافسة بين الكبار تبقى راسخة في الذاكرة والوجدان لذلك تعوّدنا مع إطلالة كل حوار تقليدي الرجوع الى مخطوطات الماضي للوقوف على بعض الذكريات الجميلة والجذابة. أول مباراة بين فريق باب سويقة ونادي عاصمة الجنوب دارت يوم 4 سبتمبر 1955 بملعب جيو أندري أي الشاذلي زويتن حاليا وفاز الترجي الرياضي برباعية نظيفة ونال مهاجمه عبد الرحمان بن عزّ الدين شرف تسجيل أول هدف في هذه المواجهات ومنذ ذلك التاريخ تقابل الفريقان 109 مرات وكان الفوز حليف الترجي الرياضي 48 مرة مقابل 22 للنادي الصفاقسي وسجل فريق باب سويقة 147 هدفا مقابل 93 لفريق عاصمة الجنوب. عشاق الشباك حافظ المرحوم محمد علي عقيد هداف المنتخب والنادي الصفاقسي سابقا على طليعة الهدافين برصيد 9 أهداف ثم نجد مهاجم الترجي الرياضي عبد المجيد التلمساني (8) وساحر الأجيال حمادي العقربي (7) تماما مثل مهاجم الترجي الرياضي زبير بوغنية. الهدف رقم 200 للسويح في ذهاب موسم 2001/2002 وقع تسجيل الهدف رقم 200 في هذا المسلسل الكروي والطريف أن صاحب هذا الهدف هو نجم النادي الصفاقسي سابقا اسكندر السويح الذي سجله بألوان الترجي الرياضي ضد فريقه الأصلي. ثنائيات وثلاثيات أول ثنائية في هذه الأطباق الكروية الشهية كانت بتوقيع مهاجم الترجي الرياضي عبد الرحمان بن عز الدين يوم 4 سبتمبر 1955 وخلال هذه المنافسات وقع تسجيل 17 ثنائية ويبقى الامتياز لهداف الترجي سابقا عبد المجيد التلمساني الذي سجل ثلاثيتين في موسمي 57/58 و58/59. طارق في البال يبقى امبراطور الكرة الافريقية طارق ذياب صاحب الرقم القياسي في عدد المقابلات التي لعبها في هذه المواجهات (26) ثم نجد محمد بن محمود من الترجي أيضا (24) ومن النادي الصفاقسي حضر الحارس السابق للمنتخب الوطني عبد الواحد هذا العرس في 22 مناسبة. المواسم الأخيرة بالأرقام 2004/2005: الصفاقسي الترجي 2/1 و0/0 2005/2006: الصفاقسي الترجي 1/3 و1/2 2006/2007: الصفاقسي الترجي 0/0 و1/2 2007/2008: الصفاقسي الترجي 0/0 و0/2 2008/2009: الصفاقسي الترجي 1/3 و0/0 2009/2010: الصفاقسي الترجي 0/4 و1/3 وفي الذهاب فاز الترجي الرياضي بنتيجة 3/1.