نور الدين عاشور جميل جدا أن تحذر أحزاب من تزوير إرادة الشعب بالمال السياسي لكن الأجمل هو أن تعمل كل الأحزاب على الخروج من دائرة الاتهامات والتشكيك قبيل انتخابات المجلس التأسيسي أي أن تركز على مشاغل المواطن التونسي وخصوصا ما بتعلق بالمستقبل..الاستقرار..الانتقال الديمقراطي والكرامة. من سوء الحظ أن بعض الأحزاب تحذر من عديد السلبيات وهي محقة في ذلك لأنها إما تفتقر إلى قاعدة جماهيرية أو تعوزها الامكانيات المالية ولكن لا يجب أن نقع في فخ التشكيك مسبقا سواء في نتائج الانتخابات أو في طرق عمل الأحزاب. إن تفادي تزوير إرادة الشعب يكون بطرح برامج واقعية يجد فيها المواطن والناخب بالخصوص نفسه.. تعبر عن مشاكله وتعكس طموحاته والطموحات كبيرة بالتأكيد لأننا نريد القطع مع تراكمات عقود طويلة من الظلم والقهر الاجتماعي والعبث السياسي ومن التنمية غير العادلة. ولا شك أن أفضل اختبار لمصداقية الأحزاب وأيضا لحجمها ومدى شعبيتها هي ما تطرحه من برامج سواء على المدى القصير أو البعيد وماتبديه من اتزان في التعاطي مع اللعبة السياسية لأن التكالب على الفوز بمقاعد التأسيسي وما يشاع من شراء أصوات الناخبين عند البعض من الأحزاب من شأنه إفشال التجربة الديمقراطية التي يريدها الشعب سليمة وشفافة وخاضعة لمعايير أخلاقية. لذلك لا يجب على الأحزاب التي تحذر من تزوير إرادة الشعب أن تعلق قصورها أو فشلها أو محدودية إشعاعها على شماعة المال السياسي فالاتهام سهل لكن الأصعب بالتأكيد البرهنة على المقدرة على تجاوز ذلك أي بالعمل الجدي وجلب الناخبين غبر البرامج الواقعية النابعة من صميم معاناة التونسيين في مجالات عديدة. كفانا اتهامات..كفانا تشكيكا..لأن الناخب التونسي لديه من الوعي ما يجعله يعاقب كل حزب يشتم منه تلاعبه بأصوات الناخبين وتعوليه على المال السياسي ل"شراء" الأصوات..صوت الناخب سيعاقب كل متجاوز لمبادئ العمل السياسي وكل من يحاول الدوس على كرامة التونسي بأية وسيلة كانت.