هددت بعض القائمات المستقلة المترشحة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي أمس بمقاطعة هذه الانتخابات المقررة ليوم 23 أكتوبر القادم نظرا لتأخر صرف المنح.. وقال عدد من المترشحين في هذه القائمات في لقاء بهم أمس على هامش لقاء نظمته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حول تمويل الحملة الانتخابية إن هذا التأخير سينتفي معه بالضرورة مبدأ المساواة بين القائمات المترشحة، وخاصة بين قائمات المستقلين والأحزاب، وبينوا أنه حتى وإن تأخر صرف المنح للأحزاب، فستكون هذه الأخيرة قادرة بمواردها الخاصة وبمساهمات المنخرطين فيها على أن تكون جاهزة في الموعد المحدد وستعلق قائماتها منذ أول يوم من أيام الحملة الانتخابية.. لكن في المقابل فإن العديد من القائمات المستقلة لن تشرع في حملتها الانتخابية إلا بعد خمسة أو ستة أيام على الأقل من انطلاقها.. وفي هذا الصدد قال ياسين العياري مترشح في قائمة مستقلة: "لم يقع إلى غاية اليوم (يقصد أمس) صرف المنحة.. وهذا خطأ تتحمله الهيئة المستقلة للانتخابات.. وعليها إصلاحه بتأجيل موعد انطلاق الحملة.. حتى تتمكن القائمات المستقلة من تجهيز نفسها وإعداد ملصقاتها وتعليقها في نفس الوقت الذي تعلق فيه الأحزاب ملصقاتها".. وذكر أن صاحب المطبعة امتنع عن تسليم المعلقات التي أعدتها قائمته استعدادا للحملة وطالب بخلاص مستحقاته نقدا رافضا تسلم صك على بياض" وأضاف :"يجب ألا يتحمل المترشح المستقل نتيجة هذا التأخير وقد اتفقت 17 قائمة مستقلة إلى حد الآن على رفض هذا الضيم وهي تهدد بمقاطعة الانتخابات".. وفي نفس السياق بين كمال النصراوي مترشح في قائمة مستقلة أن المستقلين ينفقون منذ فترة طويلة من مالهم الخاص وهذا مرهق لميزانيات عائلاتهم. وذكر أنه كان من الأجدى صرف المنح قبل مدة أطول من انطلاق الحملة الانتخابية.. وبين مراد بن فطيمة مترشح في قائمة مستقلة أنه لا يوجد تكافؤ بين الاحزاب السياسية والقائمات المستقلة فالأحزاب في حوزتها أموال وفيرة وهناك أحزاب قادرة على صرف أضعاف المنحة وتجاوز السقف المحدد لذلك.. وكان العديد من المترشحين في قائمات مستقلة قد عبروا خلال اللقاء المنعقد أمس عن انزعاجهم من تأخر موعد صرف المنح وقالوا ان مبدأ المساواة قد انتفى.. لكن السيدة سعاد التريكي نائبة رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات طمأنتهم وقالت :"لا يوجد تمييز بين الأحزاب والمستقلين. ويتمثل الهدف الأساسي للهيئة في ضمان المساواة بين جميع المترشحين في الحظوظ ". وبينت أن التأخير في صرف الأموال مسؤولية تتحملها عدة أطراف وليست الهيئة فقط. ومن جهته بين السيد عبد اللطيف الدشراوي مدير عام المحاسبة العمومية والاستخلاص بوزارة المالية أنه تم تحويل اكثر من ثلثي مبلغ المنح للأحزاب والقائمات.. وذكّر ان قيمة المنح ناهزت 9 فاصل 5 مليون دينار.. وأكد على أن الادارة العامة للمحاسبة العمومية ستعمل على تحويل المبالغ للحسابات البنكية قبل الحملة.. لكنه لاحظ في المقابل أن عدة أحزاب وقائمات لم تمدّ الادارة العامة بعد برقم الحسابات البنكية.