أكد المخرج لسعد الوسلاتي أن تصوير فيلمه الجديد «قداسة الكاف» سيبدأ الأسبوع القادم بالأحياء العتيقة بمدينة الكاف باعتبار أن موضوعه محمل بآلاف السنين من التاريخ والحضارة وباعتبار أن إطاره الطبيعي بين الآثار ومخلفات الحضارات. ولم يكن اختيار لسعد الوسلاتي للكاف على أساس أنه أصيل هذه المنطقة على حد قوله وإنما على أساس قراءة أخرى قد تكون مخالفة لرؤى وأفلام غربية عالمية تاريخية اعتمدت فقط على التمثيل مثل «حنبعل» و»صلاح الدين « و»قرطاج» وصورت في الكاف... وكان لسعد الوسلاتي قد عمل في إطار هذه الأفلام كمساعد مخرج... وثائقي – روائي
يصور هذا الفيلم (الوثائقي - الروائي) الحياة والتواصل في مدينة الكاف منذ ما قبل التاريخ مرورا بعصور وأزمنة كثيرة كالفترة الرومانية وفترة الإسلام وذلك عن طريق الجمع بين الجانب الروائي التجسيدي والجانب الوثائقي الذي سيعتمد فيه لسعد الوسلاتي على شهادات مختصين. وقال أنه سيتعرض إلى التعايش السلمي بين الملل والنحل وبين الشعوب والقبائل بالقصبة بمدينة الكاف. وقد ذكر لسعد الوسلاتي أن الكاف تحتوى على مظاهر فريدة تجسد بجلاء التعايش السلمي بين الأديان حيث إلى الآن تتجاور المقابر الإسلامية والمسيحية واليهودية ولا يفصل بينها متر واحد وكذا بالنسبة إلى الكنيسة والمسجد والمعبد. ولتجسيد ذلك ستكون المقاربة في مستوى الديكور لبعض المعالم الطبيعية التي هدمت مرممة افتراضيا عن طريق التقنية ذات الأبعاد الثلاثة (3D) وفق ما أفادنا به المخرج لسعد الوسلاتي.
قضية التسامح بين الأديان
وحول هذا التخصص في أفلام التسامح وتعايش الأديان والتآخي الإنساني الذي كان حاضرا في جميع أفلامه السابقة على غرار «الخزان» وخاصة «ذكريات امرأة» قال لسعد الوسلاتي أنه يواصل البحث في الفيلم الجديد»قداسة الكاف» في نفس هذه القضية التي ترهق العالم وتقض مضجعه ، ويضيف في هذا الصدد قائلا « بحثت في أفلامي السابقة عن أسباب ودواعي التهم المتبادلة بين الأديان والأوطان والتنافر بين الأجناس والألوان فعدت في فيلم (قداسة الكاف) إلى التاريخ للبحث عن إجابة ومن بين الإجابات الأولى التي وجدتها وسيتضمنها الفيلم هو وجود ولي صالح (سيدي عبد القادر) يرتاده المسلمون داخل الغريبة أو معبد لليهود وهو أمر مستمر إلى اليوم، بمعنى أوضح أن التعايش بين الأديان لا يقف في حدود الشارع بل وصل إلى اقتسام المقدس والمعبد تاريخيا فما الذي يحول دون ذلك اليوم، سؤال نطرحه في الفيلم...»
لا رسول في قومه
من المفارقات التي حدثنا عنها لسعد الوسلاتي هو خوض تجربة الدراما التلفزية في الجزائر وتحديدا في سيتكوم «زين سعدك» التي بث في رمضان الفارط على قناة نسمة المغاربية وهو فرصة لم تتح له في تونس. ويقول في هذا الصدد «الفرصة لم يمنحها لي بلدي وتلفزيون بلدي فخضتها في الجزائر ومع ممثلين جزائريين نجوم وبدعم من المنتج الجزائري جودي بالقاسمي الذي آمن بي بعد مشاهدته لمجموعة أفلامي السابقة مشيرا إلى أنها كانت تجربة مشجعة وقال أنه سيشرك ممثلين تونسيين في الجزء الثاني من «زين سعدو» في السنة القادمة.
وقال لسعد الوسلاتي أن هذا السيتكوم نفذه بطريقة العمل السينمائي إلى درجة أن كل حلقة منه تعتبر بمثابة الشريط السينمائي المستقل واشتغل بأسلوب ماراطوني (تصوير في النهار ومونتاج في الليل) حتى يكون جاهزا للبث في رمضان.وقد شارك لسعد الوسلاتي جزئيا في كتابته صحبة منتجه وقدم صورة مختلفة وجريئة عن المجتمع على خلاف ما تعود عليه المشاهد الجزائري من «كليشيهات» إلى درجة أن الصحافة الجزائرية اعتبرتها مغامرة ومجازفة في الحديث عما خفي عن الجزائر.
التشابه والاختلاف
قال لسعد الوسلاتي أن الموسمية والضعف في السيناريو والعمل الارتجالي والاستعجالي والتأخر في تنفيذ الإنتاج هي الصفات التي تشترك فيها الدراما التلفزية والجزائرية لكن الاختلاف بينهما هو في الإمكانيات المادية وفي نسبة الأعمال المنتجة التي تفوق معدل ثمانية أعمال درامية في السنة في الجزائر. وتساءل لسعد الوسلاتي عن الفرص المتاحة أمام جيل الشباب من السينمائيين لتقديم تجاربهم خاصة بعد النجاح الذي تحقق مع مديح بلعيد في نجوم الليل (مسلسل في ثلاثة أجزاء بثته قناة حنبعل الخاصة) حسب وصفه.