طهران - الصّباح - آسيا العتروس شدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية على أن خيار المقاومة لا بديل له لانهاء الاحتلال الاسرائيلي. وجدد مشعل موقفه خلال لقائه أمس بأعضاء الوفد التونسي المشاركين في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي تنتهي أشغاله اليوم بالعاصمة الايرانيةطهران تحت شعار «فلسطين وطن للفلسطينيين» بمشاركة زعماء عدد من الفصائل الفلسطينية في سوريا ولبنان وغزة... وكان بينهم د. رمضان شلح الامين العام لحركة «الجهاد» وأحمد جبريل ونايف حواتمة ومحمود الزهار اضافة الى وفود اعلامية وسياسية وديبلوماسية من سبعين بلدا فيما كانت حركة «فتح» الغائب الابرز في هذا المؤتمر الخامس الذي تنظمه ايران بالتزامن مع ذكرى انتفاضة الاقصى واستشهاد محمد الدرّة. وقال مشعل «كنا ومازلنا وسنبقى مع المقاومة ونحن متمسكون بها مهما كان الثمن.. هذا خيارنا وقدرنا ومشروعنا الاستراتيجي». وأضاف أن الرهان على معجزة ما يسمى بالسلام قد سقط. وقال مشعل ان ثورة تونس فتحت الباب لثورات اخرى وأن ما قدمته تونس حق للامة وهو حق عظيم الا أنه ارتبط ببعض السلبيات وقد كان الكل يتمنى أن تكون الثورات بدون دماء أو اثارة للنعرات. وأكد ان الفلسطينيين في غزة صامدون وأن الاوضاع صعبة ولكن الارادة عظيمة مشيرا الى أن غزة كانت نموذجا للصمود والثبات رغم الحصار والتجويع. ورأى مشعل أن القضية الفلسطينية تشهد مرحلة حرجة وأن الكيان الاسرائيلي يستغل الضعف العربي والفلسطيني لمزيد احكام السيطرة على الارض والتغيير الديموغرافي على الارض ومنع كل ما يساعد على قيام دولة فلسطينية، معتبرا أن ما يحدث في الضفة الغربية تكتيك وأن الاسرائيليين يرون أن الدولة الفلسطينية في الاردن وهم بكل اتجاهاتهم مجمعون على شطب الحقوق الفلسطينية وأن الحديث يدور عن حكم ذاتي بلا سيادة. وأكد مشعل أن بذرة الانتفاضة والمقاومة سوف تثمرانتصارا على أرض فلسطين وتحريرا لكل فلسطين واستعادة القدس مشددا على أن الجرائم الاسرائيلية المتتالية والصلف الاسرائيلي وسرقة الارض والمياه وحصار غزة، كل ذلك يدعو الى المقاومة. وقال مشعل «لقد برزت قوة الشعوب كما لم تبرز من قبل(...) لسنا قلقين أن تضيع فلسطين من العقل العربي، انها خسارة مؤقتة وتكتيكية وعندما تصبح مصر وتونس قوة فإنها كسب لنا تماما كما أن تركيا وايران كسب لنا». واستطرد قائلا نتمنى من كل الزعماء أن يستوعبوا الدرس مما حدث في تونس ومصر.
الانقسام وضرورة الحوار الوطني
من جهة أخرى، دعا مشعل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى حوار وطني جاد ومراجعة شاملة للمسار الفلسطيني في ضوء مختلف التطورات للتوصل الى استراتيجية جديدة تلائم المرحلة نحو التخلص من الاحتلال واستعادة حق تقرير المصير. كما دعا الى تكثيف الجهود المشتركة من أجل تنفيذ كل بنود المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام الى جانب دعوته الى سرعة اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية لتعزيز نهج الشراكة بين كل القوى. ووصف المصالحة بأنها خيار «حماس» وحمل التدخل الخارجي والشروط التي يفرضها مسؤولية إفشالها منتقدا في هذا الصدد السلطة الفلسطينية بالقول أنه «عندما يكون التدخل الخارجي لصالحهم يتباطؤون في التحرك». واعتبر مشعل أن الزعيم الراحل «أبو عمار (ياسر عرفات) مناضل ولكنه وقع في اخطاء.. فهو بدأ الحديث عن الدولة قبل تحرير الارض» مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيدفعون ثمن مفاوضات وصلت الى طريق مسدود.
وحول طلب السلطة اعلان الدولة الفلسطينية، أبدى مشعل تحفظات حول القرار وتساءل «ماذا بعد حفل نيويورك؟». لكنه أقر مع ذلك بأن هناك فعلا مكسبا رمزيا ومعنويا وإحراجا لاسرائيل وأمريكا وكشفا للوجه البشع للسياسة الامريكية والموقف الصهيوني، مشيرا أيضا الى أن رفض أبومازن الضغط الامريكي خطوة تحسب له، ودعا القيادة الفلسطينية الى تكرار الموقف أمام كل ضغط.
حق الشعب السوري
وعما تشهده سوريا من تحركات شعبية وأحداث دموية قال مشعل انه يتمنى من كل الزعماء أن يستوعبوا الدرس مشيرا إلى ان سوريا تعد العمود الفقري للمقاومة وهو كان يتمنى أن يحصل الشعب السوري على حقوقه وحريته وعلى المزيد من الاصلاحات الديمقراطية. وأضاف نتمنى ألا تراق الدماء وأن يكون هناك فيتو على التدخل الخارجي وشدد على ضرورة أن يكون العنف لمواجهة العدو الخارجي...