بمناسبة صدور كتاب «هذه فلسطين..الصهيونية عارية» للمناضل والكاتب حسين التريكي نظمت دار برق للنشر والتوزيع مساء أول أمس لقاء صحفيا للمؤلف بنزل البلفيدير.لقاء حضره كل من السيد محمد البرقاوي موزع هذا الكتاب، والسيد طاهر بالشيخ مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية. وفي مستهل الحديث بين المناضل حسين التريكي أن كتابه هذا أخرج في آخر السبعينات وتحصل على الجائزة الاولى من وزارة الثقافة والإعلام ليقع فيه تحيين بعض النقاط وتنقيحه سنة 2011 مواكبة للاحداث الراهنة واستيعابا للنزاع العربي اليهودي. و«هذه فلسطين..الصهيونية عارية» كتاب تجربة عميقة حسب المؤلف انطلقت مند تأسيس مؤتمر المغرب العربي سنة1947 وحرص شباب الحزب الحر الدستوري على فكرة أن قضية تحرير تونس من الاستعمار لا يمكن أن تنفصل عن قضية تحرير الجزائر والمغرب وفلسطين وبأن العرب قوة عظمى في توحدهم.. الأمر الذي أسفر عن خلاف مع بورقيبة الذي كان يدعو الى انتهاج سياسة «خذ وطالب»..الى أن كلف حسين التريكي بمهمة تمثيل الجامعة العربية في أمريكا اللاتينية، في بيونس أيرس أين اكتشف أن 26 مدرسة عسكرية تحت سماء الأرجنتين أسستها الصهيونية..هذه الحركة التي استنزفت خمسة عشر ألف طالب لتنفيذ الدعاية الصهيونية..لتصبح الأرجنتين قاعدة لها بعد الولاياتالمتحدة.. وما كان للصهيونية آنذاك إلا أن تهيمن على القطب الجنوبي للأرض الذي يحتوي على ثروات هائلة على جميع الأصعدة..كل هذه العوامل استدعت حسين التريكي-والكلام له- -أن يلقي محاضرة «بكى فيها فلسطين»، ويقاوم الدعاية الصهيونية، وينشر عدة كتب وصحف باللغة الاسبانية ساهمت في فضح اسرائيل في امريكا الجنوبية، ويربط علاقات بالأوساط الدبلوماسية العاملة في الارجنتين الى ان حكمت عليه المخابرات الاسرائيلية بالإعدام في عدة مناطق من امريكا الجنوبية.. ثم اتصل ببعض الحلفاء الطبيعيين لفلسطين ليمدوه بمعلومات عن أي تحرك صهيوني..بعد أن ترسخت في ذهنه حقيقية أن «الصهيونية عدوة الإنسانية».. كما أشار هذا المناضل الدي حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات ونجا بأعجوبة، أن الذي لا يدرك واقع الصهيونية لا يمكنه فقه المشاكل الطارئة في العالم..ناهيك أنه بعد نكبة 67 تم بعث 35 ألف عالم لاسرائيل وهو دليل على أن كل جامعات العالم آنداك تعمل لفائدة الصهيونية..أمام هذه المعلومات التي تعكس نضالات المفكر والمجاهد اليوسفي، أبدا السيد طاهر الشيخ مدير وكالة الانباء الفلسطينية تعجبه إزاء محاولة «إخفاء» هذا الكتاب مند السبعينات رغم ثرائه وتسليطه الضوء على فترة هامة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني. الامر الذي دفع السيد طاهر الشيخ الى كتابة خبر عن هذا الأثر ومده الى زملائه ونشره حتى في الصحف الفلسطينية..كما أشار الى انه لو كان وزيرا للتعليم لأدرجه ضمن برامج التعليم العالي للإفادة ولتكريم المناضل حسين التريكي.. أما الطريف في الندوة فكان تدخل جمال التلّيلي وهو قائد طائرة مبينا إعجابه الكبير بشخصية حسين التريكي وان ابنته تدرس الصينية وتنوي ترجمة الكتاب الى تلك اللغة..الى جانب اقتراح جماعي من الحاضرين الى انشاء نادي فلسطين في كل معهد وجمعية لمناصرة فلسطين.. خلاصة القول إذن، وبعد الندوات القليلة التي أعدت لهذا الشاهد على العصر، لسائل أن يسأل كيف لم يفكر أي قسم للتاريخ في أية جامعة عربية لاستقدام هذه»الموسوعة التاريخية» بل كيف أهملت جامعة الدول العربية ممثلها القديم في الأرجنتين؟