بدأت لجنة نوبل النورويجية منذ أمس الاثنين في الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائزها التي تهمنا منها هذه السنة جائزتا نوبل للسلام ونوبل للآداب على صعيدين، الأول تونسي عربي حيث تم ترشيح المدونة التونسية لينا بن مهني لدورها في تسهيل التواصل عبرالانترنيت بين شباب ثورة 14 جانفي التونسية، والمصرية إسراء عبد الفتاح وحركة 6 افريل، للدور القيادي الذي قاموا به على الموقع الاجتماعي «الفايسبوك» قبل وخلال الثورة المصرية لجائزة السلام وذلك ضمن لائحة ضمت241 مرشحا. والصعيد الثاني عربي ويخص نوبل للآداب الذي رشح له الشاعر السوري ادونيس- بعد ان عدل مواقفه مما يحدث في سوريا من قمع للمحتجين على النظام السوري والمطالبين برحيل بشار الأسد- والصومالي نور الدين فرح لذا فإننا ننتظر النتائج هذه السنة باهتمام اكبر. والاهتمام اكبر لا فقط لقيمة هذه الجائزة وأهميتها حيث ان عمرها يتجاوز 110 سنوات إذ أحدثت سنة 1901 ولا لأنها لأول مرة ترشح لها أسماء عربية لأنه سبق أن نالها الأديب المصري نجيب محفوظ، وإنما لان العرب يعيشون ظرفا استثنائيا في تاريخهم بعد الثورات التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ونود أن نعرف نتيجة ما أتاه الشعب العربي وما وصل للشعوب الغربية من أخبار عنا وما تقييمهم لثوراتنا لان إسناد جائزة نوبل للسلام لمصريين وتونسية إن حدث سيتضمن موقفا واضحا من ثورتنا وتشجيعا على تصديرها لا للبلدان العربية فقط وإنما لبقية شعوب العالم التي تعاني من الديكتاتورية. الجائزة إن حدث وتوجت كل من تونس ومصر فإنها ستكون هدية كذلك إلى سكان العالم ممن يتوقون إلى العيش في عالم أكثر عدلا وخاصة في عالم بدون أنظمة فاسدة. جائزة نوبل للسلام لو حدث وتوجت تونس ومصر فإنها ستكون أيضا بلسما لجراح الشعوب لا العربية وحدها وإنما لكل الشعوب التي عاشت في ظل حاكم ظالم بنظام فاسد. على أننا وددنا لو وقع ترشيح كامل الشعب التونسي لنيل جائزة نوبل للسلام نظرا للدور الذي قام به في الإطاحة بأحد طغاة العالم ودوره في تصدير الثورة بما سهل قيام بقية الثورات العربية وكون ربيع العرب الذي كاد يصل إلى الصين، ووددنا أيضا لو تم ترشيح الهلال الأحمر التونسي لهذه الجائزة العالمية المهمة نظرا لما قدمته هذه المنظمة من مساعدات اللاجئين الذين وفدوا علينا من ليبيا وللعائلات الليبية الهاربة من جحيم الحرب أو الجرحى بإمكانيات محدودة جدا مما أذهل العالم. لكن وان كانت البدائل كثيرة والمستحقون أكثر لان ما وقع في تونس هو في الحقيقة عمل جماعي شارك فيه كل تونسي على طريقته ومن موقعه وحسب إمكانياته، يبقى ترشيح تونس لإحدى جوائز نوبل - ولو أننا تمنيناه لهشام جعيط أو لمحمد الطالبي أو لتوفيق بكار وغيرهم كثير ممن لا نستحضر أسماءهم - حدثا ذو أهمية المفروض أن نفرح به وننشرح بقطع النظر عن الأسماء أوالغاية من اختيار هذا دون ذاك ولا يجب ان نتذكر في هذا الترشيح غير اسم تونس وعلمها الذي سيرفرف عاليا إن تم إسناد نوبل للسلام لتونسية حتى كان الأمر مناصفة فلا بأس فالمقصود قد حصل.