قطعت اليوم الحملة الانتخابية أسبوعها الأول وسط انطلاقة محتشمة للأحزاب في استعراض برنامجها الانتخابي إلى جانب غياب الحماس المرتقب في صفوف المواطنين... وفي محاولة لمعرفة تقييم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانطلاقة الحملة الانتخابية أشارت مصادر من الهيئة أنها تفتقر الان إلى المعطيات اللازمة كما انه تم الإعلان أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة على انه من المرتقب أن تعقد الهيئة لقاء صحفيا تكشف فيها عن معطيات تتعلق بتقييم الحملة الانتخابية. ولكن يتجلى في قراءة تقييمة للأسبوع الأول من خلال ما رصدته "الصباح" في مواكبتها لفعاليات الحملة الانتخابية عن انطلاقة محتشمة للأحزاب في تقديم حملاتها الانتخابية فضلا عن عدم الاهتمام بهذا الحدث بالشكل المطلوب من قبل المواطنين إلى جانب تشابه برامج مختلف الأحزاب التي علق عنها بعض المهتمين بالشأن السياسي انها برامج تهم انتخابات رئاسية اكثر منها تاسيسية. أما في ما يتعلق بالجانب التنظيمي فقد رصدت الهيئة ما يقارب 1100 ملاحظ معتمد لانتخابات المجلس التأسيسي 153 منهم أجانب. من جهة أخرى يرى بعض الفاعلين في المجتمع المدني والملاحظين السياسين أن الحملة الانتخابية تشوبها بعض النقائص والاخلالات. ففي تقييمه للاسبوع الاول من انطلاقتها يرى سالم الأبيض الأستاذ في علم الاجتماع السياسي بجامعة تونس المنار أنه بعد أسبوع يظهر كثير من التلاعب في هذه الحملة من قبل الأحزاب ومن قبل حتى بعض رؤساء القائمات المستقلة. وتجسد ذلك من في تقديم خطب ووعود يمكن أن تصلح بالنسبة لانتخابات برلمانية عادية ولكنها لا تصلح لانتخابات مجلس تأسيسي خاصة ان الأحزاب التي قدمت تصورات كبرى وأفكار محورية يمكن ان تكون محل نقاش في صلب المجلس التأسيسي هي قليلة بينما الأغلبية تسابق في وضع وصفات اقرب إلى أن تكون خيالية و ذات طبيعة طوباوية والغاية من ذلك هي دغدغة المواطن في القضايا الحساسة التي تلامس معيشته اليومية مثل الوعود التي ستلغي خلاص فاتورات الماء والكهرباء وأخرى تتعلق بتقديم مقاسم للأراضي المجانية. وثالثة تخفض في سعر المواد الأساسية ورابعة وخامسة وسادسة ستقدم الجنات الموعودة في الجهات المتأزمة والغارقة في البطالة والتهميش والفقر. واضاف ان كل ذلك مثل نوعا من التحيل المنظم على المواطن تبدو الصورة أمامه ضبابية والأسماء متشابهة لا معنى لها. وأضاف أن الخلفية التي تحكم ذلك هي الوصول إلى المجلس التأسيسي مهما كان الثمن ولو عن طريق الاقتراع وتقديم الوعود الكاذبة في مشهد انتخابي مختل لصالح وجوه يروجها الإعلام سواء من كانوا من أحزاب معينة أو وجوه مستقلة لقيت منافذ علائقية للوصول إلى التلفزيونات العمومية منها والخاصة على حساب أخرى قد تكون تمتلك بعض الكفاءة لكن بفضل اللعبة الإعلانية بقيت مجهولة وغير معروفة حتى في الأوساط المحلية القريبة منها وكل ذلك يستدعي أن يقع تحييد الإعلام المرئي عن لعبة الترويج لشخصيات معينة بتعلة البرامج الحوارية وجعل العملية الانتخابية قائمة على نفس الحضور حتى لا يقع وهم المجلس التأسيسي بأنه بدا بالفساد الإعلامي كرديف للفساد المالي الذي علق ببعض الأحزاب. ويتوقع أستاذ علم الاجتماع السياسي أن يكون الأسبوع الثاني للحملة الانتخابية أكثر فتورا من جهة اهتمام المواطن بها وسيكون أكثر حدة فيما يتعلق بالأحزاب خاصة أن المشهد بدا يتوضح حول أية أحزاب قادرة على تجميع الحد الأدنى الجماهيري من الاصوات وأي أحزاب ستبقى وهمية التي لم تستطع حتى أن تملأ الفراغات المخصصة لها ولمعلقاتها ولربما يصطدم المواطن بأشكال معينة من العنف في ظل غياب تجارب سابقة...
لغة صعبة
وفي السياق ذاته تعتبرالسيدة جويدة قيقة (قاضية استشاري) وعضو بجمعية النساء والريادة انه بعد أسبوع من انطلاق الحملة الانتخابية فان المواطن لا يزال لا يفقه جيدا ما يدور حوله لا سيما تلك البرامج الحوارية التي تبث على شاشات التلفزة والتي تتكلم لغة يعسرعلى المواطن البسيط فهمها أو التعرف على البرامج المقترحة من قبل الأحزاب الأمر الذي يفسر عدم اكتراث البعض بالحملة. وعرجت السيدة قيقة في نفس السياق على أن بعض رؤساء القوائم الانتخابية ليسوا في المستوى المطلوب ويقدمون معلومات خاطئة وتساءلت في هذا الصدد: أي تفاعل يمكن أن نتحدث عنه؟. وخلصت إلى القول إلى انه من الضروري تدعيم دورالمجتمع المدني من منظمات وجمعيات حتى يبسطوا للمواطن ما يدور حوله وشددت في المقابل على ضرورة ان تتخلص البرامج الحوارية من اللغة الخشبية وتستبدلها بأخرى تستطيع من خلالها استقطاب الناخب.