بقلم محسن الزغلامي كان الله في عون موظفي واطارات ديوان الخدمات الجامعية للشمال المعروف اختصارا لدى الطلبة باسم"لونو"... فهم ومع بداية كل سنة جامعية في سباق يومي ضد الساعة من أجل تقديم الخدمات الضرورية للطلبة سواء منها المتعلقة بالسكن الجامعي أو بالمنحة أو بالنقل(بضم النون وفتح القاف)... هذه حقيقة لا ينكرها الا جاحدا وليس مجرد انطباع قد يخامرك وأنت تلج باب هذه المصلحة الادارية التي تعج يوميا بأعداد هائلة من الطلبة جاؤوا من كل حدب وصوب لقضاء شأن اداري ما ذي علاقة مباشرة -بل ومصيرية- بدراستهم واقامتهم وظروفهم المادية... وبالتالي بنجاحهم ومستقبلهم الدراسي... هذا اجمالا... أما تفصيلا، فان عديد "الظواهر" السلبية تبدو- بالمقابل- قائمة لا فقط على مستوى الأداء والمردودية وسرعة اسداء الخدمة... وانما حتى على مستوى مجرد تسجيل الحضور في "مكتب" العمل من قبل بعض الموظفين... فأنت قد تبقى تنتظر طويلا- أحيانا- أمام أحد الشبابيك المفتوحة ولكن الشاغرة أيضا بمعنى الخالية وغير"المأهولة" وذلك قبل أن يطلع عليك "صاحبها" قادما من مكان آخر... أما أين كان تحديدا؟ ولماذا غاب طوال ذلك الوقت وترك الشباك "وحيدا" فتلك أسئلة أنت لا تجرؤ على طرحها الا سرا وفي قرارة نفسك... لأن ما يهمك بدرجة أولى هو "القضية"( بسكون الضاد)التي جئت تطلب قضاءها... نهارأمس، 10 أكتوبر- وما بالعهد من قدم- وقفت "العبدلله" أمام أحد شبابيك "لونو" من أجل تسلم وثيقة تخص ابني البكر الطالب بأحد المعاهد العليا... وثيقة كنت قد تقدمت بطلب الحصول عليها عن طريق الانترنات- كما أشار علي بذلك قبل أيام الموظف القائم على تسليمها-... وقد سرني- حقيقة- أن يصبح التعامل مع الادارة وتقديم المطالب الكترونيا لأن ذلك سيوفر على الجميع(مواطنين وادارة)الوقت والجهد ويمنع "الاحتكاك" الذي قد يؤدي أحيانا الى التشنج وسوء التفاهم... ولقد زاد سروري وأنا أقرأ على وصل ايداع المطلب الالكتروني ما يلي: يمكنك الاتصال بديوان الخدمات الجامعية للشمال بعد 48 ساعة لتسلم الوثيقة المطلوبة... ولأنني رجل "على نياتي" وأحب "الكلمة" فقد انتظرت ثماني وأربعين ساعة بالتمام والكمال ثم شددت "الرحال" الى "لونو" لأتسلم الوثيقة ولكنني يا ليتني لم أفعل... فقد وجدت نفسي- مرة أخرى- في طابور أمام شباك بلا موظف... وبعد مرور أكثر من عشر دقائق- وهنا أريد أن أكون دقيقا للأمانة - جاءتني موظفة قائمة على شباك آخر يبدو أنها لاحظت طول انتظاري وسألتني عن حاجتي فسلمتها وصل الايداع فنظرت فيه وقالت "مازال"... قلت: ولكن الوصل ينص على أنه بامكاني تسلم الوثيقة بعد 48 ساعة... ثم أضفت: متى يمكنني- سيدتي- تسلم الوثيقة؟ فأخذت تشكو لي ظروف العمل... وذلك قبل أن تضيف: أخشى ألا يكون ذلك ممكنا قبل الثالث والعشرين من أكتوبر موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي... لا أخفيكم، لقد شعرت بشيء من الغضب والغيظ في البداية... ولكنني بعد ذلك ضحكت لما قالت لي نفسي: هذا موعد آخر جديد ينضاف لمواعيد الكسل التقليدية أضفه الى قائمة مواعيد التسويف والتنصل من أداء الواجب المتكونة من: "بعد العيد" و"بعد رمضان" و"بعد المولد" و"بعد العيد الكبير"... الى آخره... الى آخره.