زيارة قائد السبسي إلى واشنطن لم تكن لاملاء «شروط سياسية» على تونس نفى السفير الامريكي بتونس السيد غوردن غراي أن تكون واشنطن مارست ضغوطات على السلطات التونسية وعلى الوزير الاول السيد الباجي قائد السبسي خلال زيارته الى واشنطن الاسبوع الماضي بشان مسار العملية الانتخابية الحالية أو بشان نتائجها السياسية لانها تعتقد ان الشعب التونسي هو صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في اختيار السياسيين الذين سيمثلونه في المجلس الذي سيقع انتخابه ثم في الحكومة القادمة. ونفى السفير الامريكي ردا على سؤال اخر للصباح خلال لقاء صحفي مصغر في مقر السفارة أمس أن يكون وفد الكنغرس الامريكي الجمهوري الذي زار تونس قبل زيارة قائد السبسي الى واشنطن ولا اعضاء الكنغرس والادارة الامريكية الذين التقاهم الوزير الاول اثناء الزيارة ابلغوه معارضتهم لفوز ممثلين عن حزب النهضة أو عن اي تيار ديني اوسياسي اخر بالاغلبية في انتخابات 23 اكتوبر.
متفائلون بمسار الانتخابات
واضاف السفير الامريكي في اجابته على سؤال ثان في نفس الاتجاه قائلا: لنا ثقة في الشعب التونسي وفي اختياراته وفي كل ساسته وزعاماته والعملية الانتخابية الديمقراطية الحالية هي الاولى من نوعها في تونس وفي العالم العربي ودورنا سيقتصر على تشجيع الاعتدال والحريات واحترام مواقف الغالبية الساحقة من المواطنين والمواطنات التي ستكشفها صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. وهل الادارة الامريكية ليست متخوفة من مفاجآت صناديق الاقتراع وفوز المتشددين بالاغلبية ؟ السفير الامريكي بدا واثقا من موقف ادارته وقال : أنا متفائل جدا بالعملية الانتخابية الحالية في تونس والادارة الامريكية متفائلة ايضا. نحن نثق في الشعب التونسي وفي حسن اختياراته و سنتعامل مع من ينتخبهم احتراما له وتقديرا لثورته التي فتحت باب الربيع العربي وسنبذل كل جهودنا لتطوير برامج الشراكة الاقتصادية والسياسية مع تونس شعبا وحكومة بعد الانتخابات.
وهل من الوارد فعلا أن يزور الرئيس باراك أوباما تونس فعلا بعد انتخابات 23 اكتوبر في صورة نجاحها مثلما تردد في بعض الاوساط؟ ردا على هذا السؤال اورد السفير الامريكي للصباح باسما : ان روزنامة تنقلات الرئيس الامريكي الدولية يكشف عنها البيت الابيض وحده. لكن حسب المؤشرات الحالية ستكون سنة 2012 حافلة بالتحركات والمواعيد السياسية والانتخابية للرئيس أوباما ولست متأكدا أنه قد يجد فرصة لزيارة تونس التي نوه مرارا بشعبها منذ ثورة 14 جانفي ووصفه بالرائع كما ابدى خلال استقباله السيد الباجي قائد السبسي تحمسا للربيع العربي الذي بدأ من تونس وتقديرا خاصا لشعبها الذي استضاف بسخاء مئات الالاف من اللاجئين الليبيين والعرب والاجانب الفارين من ليبيا قبل سقوط القذافي.
ملاحظون أمريكيون في الانتخابات
وتعقيبا على سؤال اخر حول مشاركة الملاحظين الامريكيين في انتخابات الاسبوع القادم أورد السفير الامريكي للصباح أن عددهم يحوم حول ال130 من بينهم 50 من مؤسسة مركز الرئيس جيمي كارتر ستكون من بينهم السيدة كارتر ( وقد وصل منهم الى حدالان 18 ). كما سيرسل كل من المعهد الوطني الديمقراطي ( التابع للحزب الديمقراطي ) والمعهد الجمهوري ( التابع للحزب الجمهوري ) المختصين في تشجيع الانتقال الديمقراطي في العالم 40 مراقبا. في نفس الوقت سترسل الولاياتالمتحدة مراقبين ضمن اليات دولية اخرى من بينها مراقبين امنيين مع مؤسسات امنية اقليمية اوربية.
ترفيع مستوى الشراكة
من جهة اخرى اورد السفير الامريكي أن حصيلة زيارة الوزير الاول الى واشنطن كانت ايجابية جدا من حيث النوافذ الاقتصادية التي فتحتها بالنسبة لبرامج الشراكة القادمة بين البلدين والقطاع الخاص فيهما لا سيما في المجال التجاري. كما ذكر السفير ان من بين نتائج الزيارة سلسلة من القرارات من ابرزها عودة فرق السلام الامريكية الى تونس في 2012 للمساعدة في تعليم الانقليزية وتنظيم دورات تدريب مهمني لفائدة الشباب التونسي. وماذا عن بلاغ وزارة الخارجية الامريكية الذي تزامن مع زيارة الوزير الاول الى واشنطن بشان تحذير المسافرين الامريكيين الى تونس او المواطنين الامريكيين الذين يقيمون بها ؟
تعقيبا على هذا السؤال نفى السفير وجود تحذير للامريكيين والاجانب من زيارة تونس بخلاف ما نشر في بعض الاوساط لكن الخارجية الامريكية اصدرت دعوة الى مواطنيها بملازمة الحذر عند زيارتها لتونس في 8 جويلية الماضي وهو بلاغ مدته 3 اشهر وقد وقع تمديده يوم 8 اكتوبر بدرجة اكثر تفاؤلا بمستقبل الاوضاع في تونس واعتبر السفير ان الدعوة الى ملازمة الحذر توجه من قبل السلطات الرسمية الامريكية باستمرار الى سكان المدن الكبرى الامريكية ذاتها التي توجد فيها احياء قد تشهد اعمال عنف مثل نيويورك واستطرد قائلا : احداث العنف التي وقعت في تونس يوم 21 سبتمبر( اضرابات رجال الامن ) نقلا في وسائل الاعلام العالمية والامريكية وكان لها صداها في الادارة الامريكية ولا مبرر لتهويلها والاهم هو انجاح انتخابات 23اكتوبر.