بقلم: منير بو بكر في ظل ما عاشته بلادنا وما تعيشه من تغيرات جذرية على جميع الاصعدة، وما نتج عنه من بعض الاخلالات أمام كثرة المطلبية ودعاة الفتنة خاصة منهم بعض الأحزاب السياسية التي جعلت من نفسها وكيلا عاما على الشعب التونسي، ناسية بذلك الدور الحقيقي الذي من المفروض أن تقوم به سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو جميع الأصعدة، حيث أنها أصبحت أحزابا تخدم مصلحتها وراء قناع الخداع أسسه المغالطة، والوعود الكاذبة، وبث الفتنة والاشاعات التي من شأنها أن تقود البلاد الى ما لا تحمد عقباه. فبادئ ذي بدء، كان من الضروري قبل اسناد تأشيرة حزب ما، عند تقديمها لملف بعث حزب، أن تتكون لجنة مختصة تقوم بدورالامتحان، تمتحن فيها باعث مشروع تأسيس حزب سياسي، عن مفهوم الأحزاب ودورها الحقيقي وما أهميتها في الحياة السياسية المستقبلية. الشيء المؤسف، أن عدة أمناء أحزاب، لا يفرقون بين دور الحزب السياسي والجمعية أو المنظمة، فهنالك خلط في المفهوم الحقيقي والدور الذي يقوم به كل على حدى. فعلى سبيل المثال، وفي احدى البرامج التلفزية، سئل أمين عام لحزب سياسي أنقل حرفيا محتوى السؤال»لما اخترتم بعث حزب وهل ساهمتم في نشاط سياسي أو جمعياتي سياسي من قبل؟» فكان الجواب «لابد لي ومن موقعي كأمين عام لحزب، أن أقدم اليكم الخطأ الشائع والسائد المتمثل في كون دور الجمعيات هو نفسه دور الأحزاب، بقيت الأسماء تختلف (بدون تعليق). كيف تريدون ان تبلغ هذه الأحزاب رسالتها وسياستها المستقبلية، في حين انها غير فاهمة ما معنى حزب سياسي وما دوره؟ لا تعرف الفرق بين حزب وجمعية، بين حزب ومنظمة ؟ الخوف يكمن في تسمية الأحزاب، فليس بالغريب ان بعض الاحزاب لا تعرف المعنى الحقيقي لتسمية الحزب وما معنى تركيبة اسمه، فهل انه مجرد اسم غير مقرون بأهداف مستقبلية وغير متطابقة مع مكوناته؟ أم هو اسم استعطافي قد يخدمها في الانتخابات؟؟ هذا علاوة على تشابه أسمائها ومكوناتها وما تعنيه، فعلى السبيل المثال، لو أخذنا حزبين لهما نفس التسمية ما عدى بضع التغيير في التركيبة، ستجد أن كل أمين حزب يقدم تفسيرا وومنهجية رؤية مغايرة تماما للحزب الاخر. إذن كيف تتكتل بعض الاحزاب مع بعضها مع أن أهدافها الاستراتيجية المستقبلية مغايرة تماما عن الحزب الاخر؟ صحيح ان تكتل بعض الاحزاب مع بعضها مهم ومُجد خاصة عندما يكون الهدف خدمة مصلحة الوطن ومصلحة تطوير النظام السياسي بالبلاد وتحقيقا لأهداف الثورة والنهوض بالأفق المستقبلية للبلاد لكن غير عدائي غايته المصلحة الشخصية.