لجنة للمتابعة وبرامج للتحسيس واستقطاب المتبرعين تونس الصباح : جملة من الملفات يتم درسها حاليا بعمق ومتابعتها دوريا صلب وزارة الصحة العمومية لتحقيق نتائج أفضل مما هو موجود على غرار ملف الطب الاستعجالي وتأهيل المؤسسات الاستشفائية والتأمين على المرض... ونجد من بين هذه الملفات منظومة نقل الدم التي ظلت لوقت طويل تطرح أكثر من تساؤل حول أسباب عدم تمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحياتية ذات العلاقة المباشرة بصحة الانسان وأين الخلل الذي يحول دون النجاح في استقطاب المتبرعين وتكوين بنك من المتبرعين المنتظمين من منطلق أن القاعدة الطبية التي تقول أن الدم مادة حياتية لا يمكن تصنيعها مخبريا ولا الحصول عليها عن طريق الحيوان، تؤكد هذا الترابط الوثيق بين النجاح في ترسيخ ثقافة التبرع وتأمين حاجياتنا من الدم. وقد علمنا في هذا السياق أن الوزارة انتهت مؤخرا إلى ضبط استراتيجية وطنية لتأهيل منظومة نقل الدم اعتمادا على العمل بمبدأ رسم الأهداف المراد بلوغها ومن ثمة المتابعة المستمرة والدورية للاشكاليات التي تحول دون تحقيق تلك الأهداف وذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف المتدخلة في منظومة نقل الدم. وتمحورت أهداف الاستراتيجية حول ثلاثة مواضيع اساسية وهي العمل على تأمين الحاجيات الوطنية من الوحدات الدموية وترشيد استهلاك هذه المادة في المستشفيات إلى جانب العمل على مزيد تأمين ظروف السلامة في عمليات نقل الدم وللحديث عن هذه الاستراتيجية والبرامج والأهداف لتأهيل منظومة نقل الدم في بلادنا كان لنا لقاء مع السيد فتحي بوعلاق رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالتبرع بالدم،الذي أشار إلى أن العمل على ضبط الاستراتيجية انطلق منذ فترة وبالتحديد منذ تولى السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية مهامه على رأس الوزارة حيث تم عقد اجتماعات لهدف تحديد ملامح منظومة نقل الدم الحالية ومن ثمة الاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها لتأهيل هذه المنظومة. لجنة للمتابعة والتقييم ويضيف السيد بوعلاق أنه تم إحداث لجنة مصغرة صلب اللجنة الوطنية لنقل الدم لمتابعة ضبط استراتيجية التأهيل وعملية تنفيذها بمتابعة مباشرة من وزير الصحة العمومية. وتتكون هذه اللجنة من مدير الوحدة المركزية لنقل الدم وبنوك الدم ومدير أحد المراكز الجهوية لنقل الدم وممثل من المجتمع المدني(الجمعية التونسية للنهوض بالتبرع بالدم) إلى جانب أطباء ناشطين في المجال. وقد ضبط الهدف العام لبرنامج التأهيل على أساس تأمين الحاجيات الوطنية من الدم التي ضبطت في حدود 200 ألف وحدة سنويا مع العمل على توفير ظروف تسمح بالاستجابة إلى الحاجيات الطارئة عن طريق تأمين مخزون احتياطي قدر المستطاع بالتركيز أساسا على تأمين متبرعين منتظمين.. تجدر الإشارة كذلك إلى أن الاستراتيجية ضبطت جملة من التدخلات على مستوى تطوير المنظومة الاتصالية للتحسيس بالتبرع بالدم باعتماد الوسائل الاتصالية الحديثة والعمل على تكثيف الأنشطة الميدانية في مختلف الفضاءات والمجالات لجلب المتبرعين وتحسيسهم باهمية التبرع بالدم وتكوين قاعدة من الأوفياء لعمل التبرع بالدم بصفة منتظمة وهو ما يتطلب تحسين ظروف وفضاءات استقبال المتبرعين وتقييم عمل الهياكل الوطنية لنقل الدم لملاءمة النتائج مع الامكانيات... إلى جانب التدخل لتحسيس المدعمين بأهمية معاضدة عمل المجتمع المدني في مجال التحسيس وترسيخ ثقافة التبرع وتكوين وسطاء التبليغ...