كغيرها من المناطق الداخلية المحرومة تعاني منطقة عين دراهم التابعة لولاية جندوبة من كل أشكال الفقر والخصاصة ويفتقر سكانها لأبسط أدوات العيش الكريم، فرداءة الحياة في هذه المنطقة وصعوبتها زادت في مطالبة سكانها بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وكثرت الطلبات الراغبة في المنح والمساعدات وبطاقات العلاج التي ظلت منذ سنوات حلما يراود المحتاجين، كما أن وضع العاملين أوالمعطلين عن العمل من مستويات مختلفة بهذه المنطقة والقرى المجاورة لا يزال على حاله رغم الوعود بتحسين أوضاعهم وهو ما أفرز في السنوات الأخيرة نزوح بعض العائلات إلى مناطق أخرى يسهل فيها العيش. فمنطقة عين دراهم من المناطق المهمشة والتي لم تلق اهتماما من أصحاب القرار في فترة حكم بورقيبة وأقصيت تماما من الدورة الاقتصادية في عهد المخلوع، وفي هذا الإطار عبر لنا العديد من المواطنين عن استيائهم من تجاهل السلط المعنية للمدينة وامكانياتها وعدم تدخلها لتحسين البنية التحتية المتردية والتي بتحسينها يمكن ان تجلب استثمارات للمنطقة في قطاعات الفلاحة والسياحة، فالأراضي الفلاحية بعين دراهم موجودة لكنها غير مهيأة رغم امكانية تحويلها الي مناطق سقوية مع وجود مائدة مائية هائلة.
عين دراهم ليست منطقة فلاحية فحسب بل منطقة سياحية من أعلى طراز لكن لم يتم استغلالها بشكل جيد كمسلك سياحي ثقافي أو انشاء مراكز للسياحة الطبيعية، فسلسلة الجبال التي تحيط بالمدينة تزخر بالمناظر الطبيعية الرائعة وينابيع المياه الحارة الموجودة بقرية حمام بورقيبة ومنطقة بن مطير التي يمكن استغلالها للسياحة الإستشفائيّة.
ثروات طبيعية
كما تعتبر منطقة عين دراهم من أكبر المناطق المنتجة للخفاف والتبغ والتربة المستعملة في صناعة الفخار ولكن بالرغم من كل هذه الإمكانيات الطبيعية فانها لم تستغل بشكل جيد لتطوير المنطقة عن طريق تركيز منطقة صناعية ذات طاقة تشغيلية ضخمة وعائدات مهولة للمجموعة الوطنية وذلك نتيجة للتجاهل والتهميش من طرف الجهات المسؤولة ومن طرف صناع القرار في النظام البائد ليبقى الفقر السمة الأبرز بالجهة.
تدخل الدولة
عين دراهم اليوم في أشد الحاجة لتدخل الدولة لجلب الاستثمار للمنطقة خاصة انها عاشت أكثر من خمسة عقود الاقصاء والتهميش لذلك لا بد من تخصيص جهود استثنائية استعجالية لإنقاذ المنطقة وشبابها ويكفيها ما عانت من ظلم وقهر وجوع وبطالة في عهد المخلوع وحاشيته.