المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت أمس بعد صلاة الجمعة من أمام جامع الفتح بشارع الحرية مرورا بشارع لندن وسط العاصمة لم ترفع خلالها أي من المطالب الاجتماعية أوالسياسية حيث اقتصرت على شعارات ذات طابع ديني بعرض الفيلم الايراني على قناة "نسمة"... كما سجلت حضورا بارزا لتيارات سلفية، فيما ظل العديد من المواطنين يراقبون على جانبي الطريق مرور هذه المسيرة دون الانضمام اليها وقد التجأ العديد من التجار الى غلق محلاتهم قبل موعد صلاة الجمعة بدءا من مصاغات المدينة العتيقة ووصولا الى المركب التجاري لافايات. ومن ناحية اخرى تجلى التاهب الامني في تعزيز بارز لقوى الامن المتمركزة والتي توزعت باعداد مضاعفة بعديد النقاط كالقصبة وباب بحر وشارع الحبيب بورقيبة وساحة الجمهورية. وعن المسار الذي اتبعته المسيرة أفاد أحد الكوادر الامنية المرابطة في نقطة ساحة الجمهورية ل"الصباح" أن المسيرة غير مرخص لها وبالتالي فليس للداخلية علم مسبق بمسارها وعمل رجال الأمن موجه أساسا الى محاولة عدم تحول الاحتجاج السلمي الى تمظهر فوضوي أو عنف كما أن الأعوان بصدد تطويق المسيرة وابعادها عن الأماكن الحيوية بالعاصمة". ويذكر أن تدخل قوات الأمن قد اقتصرعلى مستوى التطويق دون بروز أي نية للتدخل الى حدود وصول المسيرة الى مستوى ساحة القصبة أين حالت قوات التدخل دون تقدمها ويبدوأنه وقعت مواجهات واطلاق للغاز المسيل للدموع مع تسجيل لاصابات تم نقلها الى مستشفى شارل نيكول. كما تجدر الاشارة الى أن مسيرة يوم أمس قد وقعت الدعوة اليها في المواقع الاجتماعية وسميت ب"جمعة الغضب" تنديدا بالفيلم الايراني "بيرسوبوليس" الذي عرضته قناة "نسمة" يوم الجمعة الماضي وقد طالبت الدعوات الموجودة على صفحات الفايسبوك باغلاق القناة. وقد عاود جماعة من السلفيين التجمع والاحتجاج أمام مقر قناة "نسمة" في حدود الساعة الخامسة من مساء امس غير ان قوات الأمن التي كانت منتشرة في المنطقة حالت دون وصولهم الى موقع القناة.