تمثل نقاط البيع بالميزان في إقليمتونس أحد العناوين البارزة لفئات من المواطنين الراغبين في التقيد بالميزانية المخصصة لأضحية العيد تبعا للسعر المحدد للبيع بحساب الكلغ ودأب جانب من سكان الإقليم على الظفر بحاجتهم في عدد من النقاط الموجهة لهذه العملية سواء كانت تابعة لشركة اللحوم أو مجمع اللحوم الحمراء والألبان، وتساهم عادة في توفير نحو 12إلى 14ألف رأس خروف يعود فيها العدد الأوفر إلى شركة اللحوم. هذا علاوة على دخول بعض المساحات الكبرى على الخط واعتمادها البيع حسب دفعات متقاربة في الوزن من الخرفان استقطبت السنة الماضية جانبا من العائلات. واليوم وبعد ضبط الأسعار المرجعية لبيع "العلوش" بالميزان وبعد تداول الأطراف المعنية بوزارة التجارة ملف فتح نقطة البيع بالميزان بالوردية وبرمجة عرض قرابة 10آلاف رأس يظل التساؤل مطروحا بالنسبة للنقطة الثانية البارزة والعائدة للمجمع المهني للحوم الحمراء والواقعة بضاحية مقرين. في تصريحه ل"الصباح" أبرز د. عبد الحميد الصقلي مدير عام المجمع حرص المجمع على فتح نقطة مقرين أمام العموم على غرار السنوات الماضية والتي يجري الترتيب لها لكنه في المقابل أكد أن استكمال هذه الخطوة رهين توفر إرادة وإقبال من الفلاحين باعتبارهم المزودين الرئيسيين لهذه "السوق" ويتوقف إقامتها على مدى استعدادهم القبول بالأسعار المعروضة عليهم أو الإشاحة بوجوههم نحو الأسواق التقليدية لما توفره من أسعار مغرية كما حصل السنة الفارطة التي سجلت إقبالا محتشما أعاق الحركية المعتادة بهذه النقطة. وبقدر العزم على اعتماد هذا الفضاء لدعم عملية البيع بالميزان فإنّ خصوصيات المرحلة الراهنة ولا سيما الهاجس الأمني الذي يسيطر على الفلاحين من شأنه إثارة بعض الريبة والمخاوف من المغامرة بشحن أعداد هامة من الخرفان قد تكون عرضة للنهب وهي في طريقها إلى نقاط بيعها. وطمأن محدثنا بأن هذه المسألة تم التعرض لها في مستوى الجهات المختصة ووجهت الدعوة إلى الجهاز الأمني لتعزيز دورياته وتكثيفها داخل الجهات. وينتظر أن تكون الأيام القليلة القادمة حاسمة في بلورة وضعية هذه النقطة. على كل يتوقع أن تفي المتوفرات من إجمالي رؤوس الخرفان المقدرة حسب معطيات وزارة الفلاحة ب900 ألف رأس من تلبية حاجيات الاستهلاك الداخلي رغم الضغط الذي قد يسلطه الطلب الليبي. هذا ومن غير المستبعد إعادة تجربة السنة الماضية المتمثلة في دعوة بعض شركات تجارة اللحوم بالجملة إلى فتح نقاط بيع بالميزان بما يساهم في دعم فضاءات البيع بالكلغ. تجدر الإشارة إلى أنّ اهتمامات التونسي اليوم متجهة كما هو معلوم نحو الاستحقاق الانتخابي وموضوع العلوش لم يطرح بقوة على أجندا اهتمامات العائلات وهو ما يمنح الجهات المؤتمنة على التزويد بعض الوقت لإحكام استعداداتها وتفعيل آليات تصديها لتجاوزات "القشارة" والوسطاء.