افتتح مؤخرا بفضاء سوفونيبة بقرطاج معرض للفنان التشكيلي محسن عواضي تحت عنوان «ذاكرة الروح» بدعم من وزارة الثقافة ، ليتواصل الى غاية 23 اكتوبر الجاري. ومنذ الوهلة الاولى يدرك الزائر الفكرة الطريفة والعميقة في آن واحد التي يقوم عليها هذا المعرض. -تجد جنبا إلى جنب لوحات تجسد أهم الوجوه الفنية التونسية على غرار السيدة نعمة وحبيبة مسيكة وعلية وصليحة وعلي الرياحي، ووجوه فكرية كمحمود درويش ووجوه سياسية كياسر عرفات.هناك كذلك عودة إلى تاريخنا ولوحات لشخصيات موغلة في القدم على غرار حنبعل. بالتوازي مع ذلك يعرض الرسام مشاهد من الحياة الريفية العفوية من خلال الملابس البسيطة وتقاسيم الوجوه المنشرحة رغم الظروف المعيشية القاسية. يقترح كذلك على الزائر لوحات تقدم فكرة عن ثقافات مختلفة ومتنوعة ولوحات لبعض الرسامين العالميين. إنها عملية مزج بين الحقب والأماكن ومحاولة لجمع بين وجوه تفرق بينها في الاصل مسافات زمنية أحيانا بعيدة ولكنها تلتقي في كونها تجسد ذلك التراكم الحضاري الغاية منه على ما يبدو التأكيد على فكرة أن الإنسان يمكنه أن يستلهم من كل حضارة ومن كل ثقافة وأن قدر البشرية أن تكون منفتحة عن بعضها البعض رغم اختلاف الثقافات ورغم اختلاف المعتقدات وأساليب الحياة. وقد أكد لنا صاحب المعرض هذه الفكرة حيث شدد على ضرورة الإنفتاح على الآخر لا سيما المجتمعات المتقدمة مع المحافظة على هويتنا وأصالتنا. الألوان الزيتية على القماش التي اعتمدها الفنان التشكيلي محسن العواضي في انجاز معرضه لعلها أكثر من تقنيات والوان. إنها وسيلته كي تكون اللوحات والصور في لمعانها ودلالاتها العميقة خالدة، لا يمكن أن تمحي من الذاكرة..إنها محاولة إبداعية فيها نفاذ داخل الروح وداخل العقل وهو عمل تجريدي كل المساحات فيه تبحث عن الحبكة والتعبير التشكيلي..تعبير عن أهم الحقول الدلالية التي تشمل الهوية الوطنية والقضايا الانسانية في مطلق معانيها..