كان فنانو الراب وخاصة منهم الأسماء التي انتشرت خلال أيام الثورة الشعبية أو بعدها مباشرة من بين الفئات الاجتماعية التي اضطلعت بدور في إنجاح الثورة الشعبية فقد ساهمت أغانيهم القريبة من المجتمع وخاصة من الفئات الإجتماعية المهمشة في تحفيز الهمم. ومن الطبيعي أن يكون النظام السابق يخشى من صولاتهم وجولاتهم ذلك أنه لم يكن يتردد في قمعهم وفي محاولة كتمان صوتهم وكان الفنان «الجنرال» مثلا قد خبر زنزانات الداخلية في عهد بن علي قبل أن تحرره الثورة. ومن الطبيعي كذلك اليوم وتونس تعيش هذا الحدث الانتخابي الهام أن نستمع إلى صوت فناني الراب من خلال وجدي مسكوت والجنرال. وجدي ماسكوت: أدعو التونسيين للتصدي لعودة الديكتاتورية
حذر وجدي ماسكوت التونسيين المتوجهين لمكاتب الاقتراع اليوم، 23 أكتوبر من عودة الدكتاتورية في ديكور أو قناع جديد بعد سقوط المخلوع، وذلك في صورة اختيارهم لبعض الأحزاب المتخفية وراء الوازع الديني أو المعتمدة على شراء أصوات الناخبين حتى تصل إلى مطامع لا تحقق أهداف ثورة 14 جانفي، والتي قامت من أجل الكرامة وحرية التعبير ورفض الاستبداد. وبين مغني الراب أنه ليس ضد الدين، ولكنه يرفض استخدامه لغايات سياسية وإثارة الفتنة بين أفراد الشعب الواحد وعرج ماسكوت على الأحداث الأخيرة التي تلت عرض قناة «نسمة « للفيلم الإيراني «بلاد فارس (persepolis) أو محاولات آخرين عرقلة عدد من التظاهرات الفنية في بلاد، من منطلق أنها لا تحترم الهوية الإسلامية للتونسي قائلا: «علينا الحذر من هذه الحرب التي يتوهمها البعض ويخلق من ورائها انقسامات وتصادم بين النخب السياسية والتي قد تؤثر سلبا على المرحلة القادمة من تاريخ بلادنا والمتزامنة مع فترة تولي المجلس التأسيسي تسيير شؤون البلاد.» وقال ماسكوت في هذا الإطار أنه سجل مؤخرا أغنية بعنوان «أزمة ثقة»، التي تتناول في مضمونها ردود فعل المواطن التونسي تجاه الحكومة والإعلام وتنتقد استعمال المال السياسي لشراء أصوات التونسيين، وأضاف مغني الراب أن التونسي يمكن أن يأخذ هذه الأموال ولكنه حين يقف أمام صندوق الاقتراع سيختار عن وعي من يضمن له حقوقه ويجسد له طموحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعن خياره الحزبي صرح مصدرنا أنه مازال مترددا حتى هذه اللحظات الأخيرة بين ثلاث أحزاب يرى أنها الأفضل والأقدر على تطوير البلاد وإنقاذها من الطامعين في الكراسي والنفوذ تاركا قراره نهائي أمام الصندوق فيما أكد من جهة أخرى أنه مع الأحزاب الوسطية وضد كل حزب متطرف في أفكاره وتوجهاته. على صعيد آخر كشف وجدي ماسكوت أنه قدم مؤخرا أحدث ألبوماته «انتخبوني» إلى شركة «فوني»، التي ستتولى توزيعه قائلا:»لا أنتظر مقابلا أو ربحا من طرح الشريط خاصة وأن لا مكان لحقوق التأليف في بلادنا إلى الآن كما أن الثورة لم تغير من حال الثقافة وقطاعاتها خصوصا الفنية منها.» و قال «ماسكوت» أنه لا يخشى على الفنون من نتائج صندوق الإقتراع لأن وضعها من أسوإ ما يكون حسب قوله ولا يمكن أن يتدنى مستواها أكثر، مستدركا حديثه أن ثورة الثقافة قادمة لكن في مراحل لاحقة لهذه الظرفية الاستثنائية التي يطغى عليها السياسي.
الجنرال: أنصح الشباب بتجاهل الإغراءات وعدم بيع الأصوات بأبخس الأثمان
قال مغني الراب حمادة بن عمر الشهير بالجنرال أنه يعيش هذه الأيام على وقع انتخابات المجلس التأسيسي تاركا الغناء إلى ما بعد نتائج الانتخابات وأضاف أنه يتابع في الساحة السياسية الراهنة وما ستؤول له الأحداث كما أكد على ممارسة حقه صباح اليوم كمواطن تونسي في اختيار من يمثله سياسيا. ووجه الجنرال رسالة إلى شباب تونس يدعوهم من خلالها إلى نبذ إغراءات بعض الأحزاب والحذر من بيع أصواتهم بأبخس الأثمان خصوصا للأحزاب المؤسسة على أنقاض التجمع حسب وصفه لأن تونس الثورة تستحق الأفضل. وشدد مغني الراب على مواصلته للنهج الفني الذي اختاره منذ انطلاقته حين ردد زمن الطاغية ( 7 نوفمبر 2010) أغنيته الجنرال دون خوف والدليل على ذلك مضامين أعماله الأخيرة التي تنتقد أداء الحكومة المؤقتة ومحاولات بعض الأحزاب الالتفاف على مكاسب الثورة. وفي هذا السياق كشف مصدرنا عن عدم خشيته من تقيد حرية التعبير في المستقبل مهما كانت الأطياف السياسية التي ستحكم تونسيا لأنه لا يخاف إلا الله. من جهة ثانية أقر مغني الراب بفشل الثورة في تحقيق غاياتها الاجتماعية التي اندلعت لأجلها انتفاضة شعب كامل على غرار التشغيل وتحسين أوضاع المناطق الفقيرة والمهمشة وتطوير قطاعي التعليم والصحة.