عاش التونسيون على وقع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، وأقبلوا على صناديق الاقتراع بأعداد غير مسبوقة، ثم ظلوا بفارغ الصبر ينتظرون النتائج إلى حين الإعلان عنها بصفة رسمية. وما شدّ انتباهنا في هذه المناسبة، هو تحوّل القاعات الرياضية في مختلف مناطق الجمهورية إلى مسرح لعمليات الفرز الآلي واليدوي لاحتساب النسب والأرقام. وهكذا، كانت القاعة الرياضية، إلى جانب دورها الأصلي والأساسي في احتضان شتى الألعاب الرياضية، وتطوير أداء اللاعبين، فضاء شاهدا على ممارسة التونسي للعبة الديمقراطية التي يتنافس فيها الفائز كما الخاسر تماما مثل اللعبة الكروية. وقد صفّق الجميع للقائمات المنهزمة التي قبلت بكل روح رياضية وبصدر رحب فشلها طالما كان الصندوق هو الحاسم والفيصل في ظل أجواء وصفت في مجملها بالشفافة والديمقراطية، ومُنحت خلالها للأحزاب تماما مثل الجمعيات الرياضية حق اللجوء إلى الطعن في النتائج لدى المحكمة الإدارية كما يضمنه لها القانون. بقي أن نقول للناجحين مبروك وللمخفقين حظا أوفر في قادم الاستحقاقات الانتخابية التي نتمنى أن تحتجب فيها التجاوزات والخروقات مهما صغر حجمها على درب تحقيق الديمقراطية في أكمل مظاهرها. ولعل ما أسعدنا بالخصوص، إسنادنا ميدالية ذهبية من قبل المجتمع الدولي في حسن التنظيم وإدارة العملية الانتخابية كما هو الحال في التظاهرات الرياضية.