655 قائمة مستقلة ترشحت لانتخابات المجلس التأسيسي تحصلت وفقا للنتائج الجزئية للانتخابات على ما يقارب 7 مقاعد في التأسيسي (دون احتساب المقاعد التي تحصلت عليها العريضة الشعبية), وهي حصيلة أكثر من ضعيفة مقارنة بعدد القائمات المترشحة... هذه النسبة الهزيلة جعلت الملاحظين والمهتمين بالشأن السياسي يصفون هذه "الأصوات" بالضائعة ولا سيما في ظل تقارب برامجها مع الأحزاب المترشحة. وهو ما يفرض تساؤلا ملحا: هل ان وجودها في المشهد السياسي يمثل فعلا ضرورة ملحة أم هي مجرد أصوات "ضائعة"؟ في تقييمه لهذه المسألة يبين شفيق صرصار أستاذ محاضر في الحقوق والعلوم السياسية بتونس أنه كلما كان عدد المترشحين كبيرا كلما كانت عملية التقييم مجزأة أكثر ولا سيما أن القائمات المستقلة متعددة خاصة تلك التي تترأسها وجوه معروفة، الأمر الذي أشّر لتجزئة بعض الأصوات التي كانت ستذهب إلى الأحزاب. وأضاف في السياق ذاته أن تعدد وانقسام الأصوات لا يمثل خطأ استنادا إلى تعدد هذه القائمات التي تمثل ظاهرة طبيعية مردها أن البلاد عاشت تصحرا سياسيا على امتداد 50 سنة خلت فضلا عن أن القائمات المترشحة اعتقدت أنها لن تستطيع اقتلاع مقعد في التأسيسي إلا لمن كان رئيس قائمة. وخلص أستاذ الحقوق والعلوم السياسية إلى القول انه كان الأجدر لو تكتلت هذه القائمات على أساس فكرة أو برنامج. من جهة أخرى يرى سفيان شورابي رئيس جمعية الوعي السياسي أن ترشح القائمات المستقلة ودخولها للمجلس التأسيسي يمثل خطأ سياسيا, خاصة انه لا يوجد أي موجب يمنع المستقلين من تشكيل أحزاب سياسية يدافعون فيها عن أفكارهم لان المستقلين هم أصحاب أفكار سياسية وبالتالي فان تسويقها للناس يفترض عملا جماعيا يقوم على تكوين أحزاب. واضاف في نفس السياق أن المستقلين الذين فازوا، لديهم تقارب في الأفكار مع برامج الحركات السياسية الموجودة الأمر الذي يفضي إلى القول انه لا يوجد أيّ داع لبقائهم خارج المنظومة الحزبية. وبالتالي فهم يمثلون "اصواتا ضائعة" سواء من اليمين أو اليسار مؤكدا على أن المحافظة على الاستقلالية الحزبية هو شكل من اشكال المناورة السياسية.