أقدم خلال الأسبوع الجاري تلميذ يدرس بمعهد ابن شرف بتالة على محاولة انتحار بعد ان اشعل النار في جسده داخل المؤسسة التربوية وقد تدخل جمع من التلاميذ وبعض الاولياء الحاضرين امام الادارة لاطفاء النيران التي نشبت في جسمه ثم تولوا نقله الى المستشفى المحلي بتالة ومنه تم توجيهه الى المستشفى الجهوي بالقصرين اين وقع الاحتفاظ به في قسم الجراحة، وقد تحولت"الصباح" الى المستشفى وتحدثت مع المتضرر عن دوافع اقدامه على محاولة الانتحار فقال لنا: " اسمي شفيق نمري تلميذ بالسنة الثالثة اداب 2 بمعهد ابن شرف بتالة وجد عندي استاذ التربية المدنية يوم اجراء الفرض العادي ورقة مكتوب عليها بعض جوانب الدرس ورغم اني لم اقم باستعمالها فانه حرر ضدي تقريرا لاحالتي على مجلس التربية بتهمة الغش في الامتحان وسوء السلوك وقبل ثلاثة ايام من موعد انعقاد المجلس لمعاقبتي (مبرمج ليوم امس الجمعة) ذهبت الى الاستاذ المعني بالامر وطلبت منه العفو لكنه اصر على موقفه ثم طلبت من استاذ الرياضة بالمعهد التوسط لي لديه الا انه لم ياخذ برايه فتوجهت قبل انطلاق حصة الدراسة المسائية الى مدير المعهد لاشرح له الامر واؤكد له اني لم اقم بالغش لكنه نهرني وقال لي بان امري لا يعنيه فاسودت الدنيا في عيني وادركت ان المجلس سيطردني نهائيا من الدراسة او يسلط عليّ عقوبة طرد طويلة لا تقل عن اسبوعين وانا لم اتعود بذلك وكنت طوال مسيرتي الدراسية في الابتدائي والاعدادي والثانوي في منتهى الانضباط ولم يصدر مني اي تصرف خارج عن قواعد الادب والقانون المدرسي فخرجت واشتريت كمية من البنزين وعدت الى المدير وقلت له باني ساشعل النار في جسدي لكنه لم يبال بي وقال لي حرفيا " لو كنت رجلا اقدم على الأمر" وفي لحظة غضب سكبت البنزين على نفسي ورغم ذلك لم يحرك المدير ساكنا ولم يترك احدا يقترب مني لاثنائي عن عزمي ثم اشعلت النار ولا اعرف بعدها ما حصل لانه اغمي علي ولم استفق الا في المستشفى وقد قيل لي ان زملائي التلاميذ وبعض الاولياء الحاضرين قرب مكتب المدير هم الذين تدخلوا وحملوني للمستشفى . هذا وقد خلفت الحادثة للتلميذ المذكور حروقا من الدرجة الثانية في وجهه ورقبته وصدره وعينه اليمنى التي انتفخت بشكل ملحوظ وبسبب محاولة الانتحار التي اقدم عليها انقطعت الدراسة في المعهد الذي يدرس به طوال الحصة المسائية التي عقبت الحادثة.