أيام فقط بعد انتخابات المجلس التاسيسي وفي ظل مواصلة المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة طالب المواطنون في مختلف الجهات الحكومة الجديدة بضرورة صياغة دستور يتماشى مع طموحات التونسي ومعالجة المسائل الجوهرية التي لا تحتمل التجاهل او تأجيل النظرفي خطوطها. كما نادى الجميع بمحاربة الفساد والمحسوبية وكل الممارسات التي كرسها العهد البائد. المهدية
مطالبة بالشّغل والقضاء على الفساد والمحاباة
ولاية المهديّة البالغ عدد متساكنيها زهاء 390ألفا منهم 70ألف مهاجرفي جهة يغلب عليها الطّابع الرّيفيّ ، حيث يأكل أبناؤها من إنتاج فلاحيّ تحتلّ به المراتب الأولى من خلال 5.5مليون شجرة زيتون و30ألف بقرة حلوب وما يوفّره الصّيد البحري من انتاج حطّم الرّقم القياسي خاصّة في السّمك الأزرق وما يتوفّرمن فرص استثمار في قطاعات طبيعيّة حبا الله بها الجهة ، وبقيت مهمّشة وحكرا على أصحاب النّفوذ، ليحرم البسيط وفاقد السّند مع الفئات الشّبابيّة التي تقارب نسبتها 60في المائة من التّعداد العام للجهة التي باتت المركز الأوّل دوليّا لتنظيم عمليّات الإبحار خلسة [حرقان] نحو الضّفّة المقابلة بحثا عن توفير لقمة العيش الكريم التي تؤكل ملطّخة ومعفّرة بالاحتقاروالإهانة والمذلّة بحسب من استوقفتهم «الأسبوعي» ليدلي كل بدلوه حول ما هو منتظر ومرجوّ من المجلس الوطني التّأسيسيّ والحكومة المؤقّتة انطلاقا من تصريحات 53من القائمات الحزبيّة و المستقلّة في حملاتهم الانتخابيّة، وهم من أقرّوا بأنّ جهة المهديّة مصنّفة في المرتبة قبل الأخيرة ضمن نصيبها من التّنمية الجهويّة التي لم تغنم منها بما يفي بحاجة المتساكنين عبر مختلف المناطق، ولم تنفع المراتب الأولى التي تتصدّرها حيث البحر ملك لأصحاب الأقفاص العائمة والبرّ تنهب آثاره جهارا نهارا، ليبقى الفقير وذو الحاجة يستجدي حاجته من إدارات تقوقع فيها أبناء الجهة أنفسهم واستأثروا لعائلاتهم والمقرّبين منهم ما هو موجّه للطّبقات الكادحة. وهو ما أكده لنا عديد المواطنين.
أين الإحاطة بالشباب؟
محمّد أمين هو شاب ضمن مجموعة تمثّل فريقا للرّاب، جلّهم من العاطلين عن العمل بعد التّخرّج، أفادنا بأنّ أبسط الحقوق محروم منها شباب الجهة وهي الحقّ في العلاج المجاني بعد السّنّ القانونيّة التي يتمّ بموجبها حذف الابن من دفترعلاج العائلة، مبرزا أنّ»المرمّة» أكلت منه ومن أمثاله ومن لحمهم وعظمهم بينما أبناء المتنفّذين يغنمون فرص الشّغل من آليّات على مقاساتهم، وفاقد» الأكتاف « ينوء تحت حمل «الفوندي» و» سطل البغلي» في غياب تامّ لأبسط الحقوق.
فلاحون صغار: «غلاء أسعارالأعلاف»
«صار السّدّاري يسمّونه في الجهة بسي السّدّاري ، وهو الذي لا يزورالمناطق الدّاخليّة إلا لمن له معارف...عصابات تأكل أموالنا ظلما وبهتانا ليصل سعرهذه المادّة إلى 20دينارفي غياب تامّ لسلط الإشراف ونحن من نقطن في أماكن نعجزفيها على حمل مريض ليلا إلى مستوصف مغلق ومستشفى يبعد 30كيلومترا لا تتوفّر فيه الأدوية ولا حتّى الإسعافات الأوّليّة، هذا مع إجراءات الرّوتين الإداري في المصالح المحليّة والجهويّة الفلاحيّة التي تعطّل كل المبادرات بتطوير طرق العمل مع ما نحتاجه من إحاطة لا يغنمها إلا الموسون وأصحاب الجاه... نريد من الحكومة القادمة أن تضمن لنا ولأبنائنا حقّ العلاج ، وتعمل على مساعدتنا لتوفير انتاج بأقلّ تكلفة حتّى لا نهجرأراضينا نحو المدن بحثا عن لقمة العيش الكريم»
حتى ننسى عبارة «بره إشكي»
تبدو معاناة صالح/ ف من خلال فاتورة استهلاك الماء الصّالح للشّراب والمعاليم الموظّفة لفائدة « الأوناس» ب65.ملّيم للمترالمكعّب الواحد الذي تحتسبه» الصّوناد» ب315 مليم أيضا ليقارب السّعرالجمليّ للمترالمكعّب الدّينارالواحد، تبدومعاناة محدّثنا الذي يصرّ على تتبّع ديوان التّطهيرقضائيّا منذ اليوم الأوّل لإعلان الحكومة الجديدة ليفيدنا بأنّ له مستودعا ملحقا بمنزله هو سبب البليّة التي يعاني منها طوال سنتين اذ وقع تصنيفه بصنف تجاريّ والحال أن المستودع لا تتوفّربه حنفيّة شأن جاره المعفى من هذه المعاليم أصلا ، وحين احتج قال له المسؤول المحلّي والجهويّ ...برّه إشكي...[وما نرجوه هو مراعاة ظروف المواطن ومعاملة الجميع وفق القانون والمساواة بعيدا عن المحسوبيّة والمحاباة بما يعزّز من كرامة التّونسي الذي صنع أروع الملاحم التّاريخيّة... نريد قطعا مع أزلام النّظام البائد ومحاسبة المفسدين...]. ناجي العجمي
تعددت وتنوعت انتظارات أهالي الوطن القبلي من المجلس الوطني التأسيسي مطالبين بأن تتجسم أصواتهم التي أدلوا بها يوم 23 أكتوبرالفارط إلى إنجازات ملموسة منها العاجل بالقضاء على جميع النقاط السوداء على المستوى الاجتماعي خاصة الفقر. نعم الفقرموجود بولاية نابل على عكس ما يعتقد البعض، وأما الآجلة فتتعلق بالقطاع الاقتصادي وخاصة السياحة والفلاحة المتضررتين في الأشهر الأخيرة . فعادل القبي ( صيدلاني منزل بوزلفة) يتطلع في المرحلة القادمة لاستتباب الأمن الذي يعتبره ركيزة أساسية في بناء تونسالجديدة و كذلك تحسين وسائل النقل بالجهة ولم لا إعادة إحياء قطارالوطن القبلي من برج السدرية إلى قربة مرورا بمنزل بوزلفة والعناية بالخدمات الصحية خاصة في الأرياف التي تشكوالنقص والاهتمام و مراجعة التكلفة للقطاع الفلاحي في الأسمدة والطاقة والسهولة في إسناد القروض حتى يعود الفلاح لوضعه الطبيعي ويساهم في الانتعاشة الاقتصادية . وأما الطاهرالزياني ( إطار بشركة نقل نابل ) فقد ركز على العناية بالشباب و الرياضة التي تشكو عدة نقائص؛ فلا بد من إيلاء هذا الجانب حسب رأيه الأهمية اللازمة في منطقة سياحية الإنحراف فيها متفشي فالمطلوب الإحاطة اللازمة وتوفيرالفضاءات بالأحياء الشعبية لاستقطاب آلاف الشباب والأطفال مع التأكيد على استقلالية القضاء الذي يراه مطلبا عاما في تونس منذ إندلاع الثورة وقد حان الوقت لتجسيم هذا المطلب مع المجلس التأسيسي. ومن منطلق موقعه كمرب يتطلع ناجي بن سالم ( معلم بسليمان ) إلى إصلاح تربوي شامل يحرر المنظومة التربوية من عدة رواسب أضرت بجودتها في الحقبة الماضية مع التأكيد على تنشيط سوق الشغل التي تبقى في صدارة التطلعات لحاملي الشهائد العليا بالخصوص ، فضلا عن استتباب الأمن لأن البلاد في حاجة إلى هذا العنصرالهام لضمان مسار سياسي سليم وإعادة الانتعاشة الاقتصادية في جميع القطاعات لتدارك تراجع الفترة الماضية. ولأن المجلس التأسيسي دوره الجوهري الذي انتخب من أجله هو كتابة دستور جديد للبلاد؛ فكان لزاما أن نتصل برجل قانون الأستاذ سليم الأسطى ( محام بقليبية) الذي ركز على نقطة الاحترام والتنوع ، بمعنى أن الشعب أعطى ثقته يوم 23 أكتوبرفي منتخبين من مختلف ألوان الطيف السياسي لكتابة دستوريتماشى مع تنوع المجتمع التونسي والمحافظة على الصبغة المدنية للدولة، والقانون هو الفيصل بين الجميع، ولا للإقصاء؛ فتونس/ الثورة يجب أن تحتوي على جميع الأفكاروالأفراد و الأعراق من أجل نسيج اجتماعي متماسك بسلط القانون والوعي بالدولة المدنية. وكباقي مناطق الجمهورية فإن الوطن القبلي مثقل بالهموم والرواسب التي يجب مقاومتها والقضاء عليها نهائيا بالتدخل الميداني والملموس ، فالسياحة تراجعت ومعها فقدت آلاف مواطن الشغل والفلاحة في أزمة خانقة بسبب مديونية الفلاح و قلة مياه الري و ارتفاع تكاليف الانتاج في البروالبحر.وسيكون المجلس الوطني التأسيسي بكل مكوناته السياسية على المحك لفتح مرحلة جديدة من تاريخ تونس 3 آلاف عام. كمال الطرابلسي
اتصلنا ببعض المواطنين ورصدنا لكم انتظاراتهم في المجلس التأسيسي فكانت الردود كالآتي: رضا الزياني (مدير دار الشباب): «التركيزعلى سن دستوريحمي المواطن التونسي من كل الجوانب وضمان أكثر عدالة اجتماعية.» عبد الصمد داودي (أستاذ): «التركيزعلى مراجعة المنظومة التربوية فهي الحلقة الأهم ولأن هوة الأمية ازدادت حدّة. هذا إلى جانب إرساء دستوريتلاءم مع المواطن التونسي.» حيدر قاسمي (مدير مركب الطفولة): «هيبة الدولة في المقام الأول والأمورالأمنية ثانيا والضرب على أيادي المحتكرين في كل القطاعات ثالثا.» نبيل المحمدي (أستاذ تنشيط شبابي وثقافي): «صياغة دستوريتماشى وطموحات المواطن التونسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل مختلف الأطياف والألوان». مليكة حسني (عاملة): «تحسين وضعية المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود ومساعدتهم على الاندماج في الحياة الجديدة.» غيث الخضراوي (تلميذ):» العناية أكثر بالشباب وعدم تهميشه لأنه الدعامة الأساسية في بناء المستقبل.» فضيلة زياني (عاملة): «لابد من عدم التسامح في مسألة الهوية والعناية بالجانب الاجتماعي والتنموي.»