لم يشفع لمدينة ماطر اسمها وعاشت يوم الأحد يوما عصيبا اثر نزول كميات هامة من الغيث النافع بصورة متواصلة قرابة السبع ساعات وكانت فرصة مؤلمة لاكتشاف حجم الأخطاء إن لم نقل أكثر التي وقعت في بناء أهم أحيائها خاصة الجديدة منها فعكس المرة السابقة لم يكن حي الرجاء الوحيد المتضرر بل بلغ السيل احياء مثل حي الوكالة العقارية للسكنى الذي منعت مياه الامطار بعد أن غمرت الطريق المتهالك منذ مدة أبناء المنطقة من الخروج من منازلهم إلا بعد الاستنجاد إما بأحذية بلاستكية (بوط) أو المغامرة. وقد عايننا محاولة احد المتساكنين تنظيف احدى البالوعات القريبة من منزله في غياب المصالح المختصة بذلك التي غابت أيضا عن حي الزهور التي ارتوت من مياه الأمطار وما زاد عن حاجتها وجد في الطريق الرديء ملجأ وكانت الكمية كبيرة فلم تترك المسالك للمواطنين للمرور مما جعلهم يرجئون قضاء شؤونهم بعد أن ظلوا في عزلة عن بقية المدينة التي عاشت بقية أحيائها نفس الحالة مثل حي زروق القريب ولو أن متساكنيه تعودوا على"العذاب" مع كل قطرة مطر بعد ان "حصدت" فيضانات سابقة كل أثاثهم ومدخراتهم. على الحالة نفسها كان حي الأندلس ولو بأضرار اقل فيما تخلى أبناء حي المستقبل عن مستقبل بقائهم في الحي و اغلبهم وضع منزله للبيع أو للكراء اتقاء التعب كل شتاء، كذلك لم تكن أحياء الرصف وسيدي عبد الله بمأمن من المياه الآسنة التي القت بها بالوعات نسي الديوان الوطني للتطهير صيانتها رغم أن أبواب هذه الإدارة بقيت مفتوحة يوم الأحد رغم انه عطلة ولكن دون قدرة على التدخل في مناطق عديدة في نفس الوقت لتواضع عدد شاحناته وقلة عماله فيما بقي أعوان الحماية المدنية بالمدينة في حالة تأهب. إلى ذاك اعتصم متاسكنو حي المحطة الكبرى وأغلقوا الطريق المؤدي إلى بنزرت وتونس العاصمة في السابعة من مساء الأحد اثر تحطم قنطرة وادي جومين المنشأة حديثا وتسرب المياه إلى منازلهم، وبسؤالنا عن مغزى التحرك ذكر لنا بعضهم ان بناء القنطرة لم يكن مجديا في الشتاء وان هذا التحرك مرده خوفهم من تطور الأمور إلى الاسوأ وتنهار منازلهم.