تونس/الصباح: تمر الاربعاء القادم (26 ديسمبر) الذكرى الثالثة والثلاثون لرحيل أحد عمالقة الطرب في الوطن العربي الفنان الكبير فريد الأطرش الذي نحت نجاحه بأظافرة وأسس مدرسة لها طابعها الخاص في المدونة الغنائية العربية. فريد الأطرش الذي انتقل من لبنان ليستقر في القاهرة ناضل ووهب حياته للموسيقى العربية الاصيلة فجاءت ألحانه معبرة عن الانسان في مختلف حالاته.. عن آلامه.. طموحاته.. أحب الناس.. ونادى بالصفاء وتغنى بمعاني الجمال في الوجود في كل ألحانه الخالدة.. سبح بانغامه في اعماق الانسان.. فانسابت موسيقاه بسحرها في ذات ووجدان المتلقي لتكشف البعض من اسراره بكل شفافية وصدق.. غنى للحب احلى الانغام: اول همسة وحياة عيني بنادي عليك ساعة بقرب الحبيب وغنى للهجر والفراق: حكاية غرامي وحداني وغنى للوطن العربي الكبير: بساط الريح .. غنى وشدا بكل الانماط الموسيقية بكل صفاء وبهاء ونقاء.. هو فريد الأطرش الذي صاغ موسيقاه من الانسان لتنطلق منه وتعود اليه.. في السينما كان أحد ابرز مؤسسي الافلام الاستعراضية.. كان حلمه التمثيل في مختلف الاجيال السينمائية انطلاقا من فاطمة رشدي وهدى سلطان ونور الهدى وفاتن حمامة وسامية جمال وصولا بميرفت امين وحسين فهمي.. كان يمني النفس بالتمثيل مع نجلاء فتحي وسهير رمزي ونور الشرف الذين كانوا في بداية الطريق اوائل السبعينات لكن القد لم يمهله ليرحل الى دار الخلد يوم 26 ديسمبر 1974 مخلفا ارثا فنيا خالدا يجد فيه الدارسون ما يضيف ويثري المسيرة. البلبل الحزين البلبل الحزين هو لقب حمله فريد الاطرش على امتداد حياته الزاخرة بالاعمال الفنية المتميزة في رؤاها واهدافها.. غرد بصوته المتألم فجاء تغريد سمفونية حب وصفاء في الحياة فيها من الشجن والرومانسية الشيء الكثير. رحل البلبل الحزين وهو يمني النفس بان تغني له أم كلثوم.. لحّن لنا قصيد «وردة من دمنا» الا انها اعتذرت عن ذلك بحجة انها اغنية وطنية وما تريده من فريد الاطرش اغنية عاطفية.. تحامل البلبل الحزين عن نفسه واعد «رسالة عتاب» لكن القدر لم يمهله لاتمامها.. وضاع الحلم.. هذا هو فريد الاطرش الذي عاش لفنه ولعوده.. عاش يغني آلام الناس ورحل تاركا الالم.