محسن الزغلامي أجل،،، كم هي قذرة وغبية - بالمقاييس الوطنية والسياسية - هذه "اللعبة" التي عنوانها التحريض والتشكيك والتخويف والتي لا تزال تحاول من خلالها بعض الأطراف السياسية والاعلامية - في الداخل والخارج - ارباك عملية السيرالطبيعي السليم للمسار الديمقراطي الوليد في تونس ما بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي... هي قذرة لأنها قد تؤدي في النهاية الى نتائج وافرازات عكسية صاعقة وخطيرة اجتماعيا وسياسيا ومختلفة بالكامل عما قد يكون توهمه وخطط له "مهندسوها" وأصحابها... وهي غبية لأنها - لا فقط - تبدو مكشوفة وبائسة وغير أخلاقية ولكن أيضا لأنها عديمة الجدوى على اعتبار أنها جربت قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ولم تصح... ثم ان المرء ليعجب - حقيقة - من "تورط" بعض الشخصيات السياسية والأكاديمية بل وحتى الحقوقية وبخاصة منها تلك التي لها تاريخ نضالي من أجل ارساء الديمقراطية والارتقاء بالحياة السياسية والمدنية في تونس الى مستوى متحضر دعامته الحريات والتعددية والاحتكام الى صناديق الاقتراع والقبول بمبدأ التداول السلمي على السلطة... تورطها في هكذا "لعبة"... فهل هو"التعصب" الايديولوجي المقيت الموروث والمترسب في أعمق أعماق "الذوات النضالية" لهذه الشخصيات الحزبية... أم هو الاستخفاف الخطير وغير المسؤول بالمصلحة الوطنية العليا من أجل المصلحة الحزبية الضيقة... نعم،،، نقول المصلحة الوطنية العليا لأن المتضرر- استراتيجيا - من خطر التداعيات النفسية والسياسية والأمنية والاجتماعية لمثل هذه الحملات الاعلامية التحريضية والتخويفية سوف لن يكون حزبا أو تيارا سياسيا بعينه فاز في الانتخابات أو لم يفز وانما التجربة الديمقراطية التونسية الوليدة ذاتها بما هي بديل راق ومتحضر للفوضى والقمع والديكتاتورية والفساد والتخلف السياسي... ان "شيطنة" أي طرف أوحزب سياسي تونسي حاز على نسبة من أصوات الناخبين في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي- قلت أم كثرت - والتحريض عليه - اعلاميا - حتى لو كان هذا الطرف ممثلا في قائمات "العريضة الشعبية" ذاتها هو "ايحاء" خطير للناس بما مفاده أن تحمسهم للممارسة الانتخابية واقبالهم عليها بتلك الروح الوطنية العالية لم يكن في محله وأنه لا خير يرجى- في النهاية - من العملية الديمقراطية وأن الفوضى والعنف والعمل في السر وفي الظلام هي السبيل الى ابلاغ الصوت ونيل الحقوق... وهو ما ترجمته أحداث سيدي بوزيد الأخيرة - مع الأسف- المطلوب اليوم هو أن يرقى جميع التونسيين الى مستوى اللحظة التاريخية ورهاناتها وأن نكون جميعا أوفياء لدماء شهداء ثورة 14 جانفي المجيدة بعيدا عن أية حسابات ضيقة وبائسة... فالتاريخ لا ينسى...