محسن الزغلامي بات واضحا - اليوم - أن "خطاب التخويف" قد أضحى واحدا من بين الأسلحة القذرة التي يستعملها أعداء ثورة 14 جانفي المجيدة - في الداخل والخارج - بغاية الاساءة اليها والتشويش على عظمة أهدافها... سواء من أولئك الذين ساءهم أن ينهض الشعب التونسي وأن يعلن ثورته الشجاعة على واحد من أفسد الأنظمة الحاكمة في المنطقة وأشدها قمعا وديكتاتورية وأكثرها عمالة وتبعية... أو أولئك الذين أربكهم وأرقهم وأقض مضجعهم رؤية هذا الشعب الأبي وهو ينصرف - مباشرة بعد انتصار ثورته - الى صياغة مشروع بناء دولته الوطنية الديمقراطية التعددية الجديدة... دولة الحريات والقانون والمؤسسات... وسلاح "التخويف" هذا له تمظهرات عدة مختلفة... فمرة يجيء في قالب خطاب سياسي "عاقل" و"رصين" يدعي أصحابه ومروجوه أنهم من طينة "العقلاء" والحريصين على أن تؤتي هذه الثورة العظيمة "أكلها" تنمية وديمقراطية وحريات ولكن "موش توة"... وانما بعد حين قد يطول وقد يقصر... ألم يقل أحد هؤلاء "العقلاء" - مثلا - أن الابقاء على موعد 24 جويلية لاجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي قد ينجر عنه صعود ديكتاتورية جديدة واستبداد سياسي آخر لذلك هو "يقترح" ولأسباب "تقنية" صرفة ارجاءها الى موعد لاحق... هذا النوع من الخطاب التخويفي يمكن أن نقول عنه أنه "ناعم" وطريف ومبتكر لأنه - كما تلاحظون - يخوف بالديمقراطية ومن الديمقراطية... "الصنف" الثاني من "أسلحة" التخويف القذرة التي يستعملها هذه الأيام أعداء الثورة والمتبرمين منها في حربهم الجبانة عليها وعلى نبل أهدافها نجده يأتي في قالب ممارسات وجرائم عنف ارهابية مختلفة ومتفرقة - كثير منها مفتعل ومحرض عليه في الخفاء - بهدف ترهيب الناس والايحاء لهم بأن هذه الثورة العظيمة سوف لن تعود على الشعب والوطن الا بما هو فوضى ونقص في الأمن والأرزاق والثمرات وهو نوع من الجرائم اكتوى بنارها التونسيون على امتداد الأشهر الأربعة التي تلت انتصار الثورة ولكنها - والحمد لله - لم تفت في عضدهم ولم تجعلهم "يتبرمون" لا من الثورة ولا من "تبعاتها"... أيضا تمثل "الاشاعة" ذات المضامين المرعبة - أمنيا وسياسيا - كتلك التي تحاول - مثلا - الايحاء للعائلات والأسر التونسية أن أبناءهم التلاميذ الصغار لم يعودوا آمنين حتى وهم داخل مدارسهم الابتدائية ومعاهدهم الثانوية واحدة من أقذر أسلحة التخويف.. ولأننا لانريد أن نسترسل أكثر في عرض أصناف أخرى من هذه "الأسلحة" القذرة المعتمدة - اليوم - في الحرب على الثورة التونسية والاساءة اليها وارباك مسارها فاننا سنكتفي بالقول لصناعها ومستعمليها وكل رموز جيوب الردة في مختلف المواقع : عبثا تحاولون فالشعب التونسي ومؤسسته العسكرية الوطنية العتيدة قد تعاهدا على الوفاء للثورة ولدماء شهدائها الأبطال والأبرار...