سكان "الربايعية"(حوالي 25 عائلة) من عمادة القرادحة الشرقية التابعة ترابيا لمعتمدية شربان من ولاية المهدية وغيرهم ممن يقيمون في التجمعات السكانية المنتشرة في المناطق المجاورة ك"أولاد جبار" و"أولاد أحمد" يعانون الأمرين من هول ما حل بهم تزامنا مع الثورة التونسية ليقع تناسيهم وهم المنسيون أصلا على مدى العهدين البورقيبي و"النوفمبري"... وتتمثل معاناتهم خاصة في فقدان الماء الصالح للشراب وعزلتهم المقيتة مع أول هطل للمطر لتتحول المسالك الفلاحية الى ما يشبه الفخاخ الخطيرة جراء انتشار الحفر العميقة والأوحال واستحالة العبور منها لأيام لقضاء أي شأن، وتتعطل الحياة عند هؤلاء الذين أعياهم إرسال المكاتيب إلى السلط المعنية والاتصال المباشر بالمسؤولين الغارقين في شؤون غير شؤونهم ليتحول الواحد من هؤلاء المواطنين الى متسول يستجدي ويتمسح أمام أبواب القائمين على السلطة يطلب حقه في الحياة. إلى ذلك أفادنا أهالي تلك المناطق المنسية من معتمدية شربان التي تعد أكبر المعتمديات في الجهة مساحة وتعدادا أن الإدارة الجهوية للتجهيز بالمهدية تمتنع عن تمكين المواطنين من إجراء أشغال بواسطة الماسحة بدعوى عدم توفر الوقود الذي أكد الأهالي أنهم مستعدون لتوفيره بأي ثمن وعن طريق جمع تبرعات لذلك، إلا أن يأسهم من وصولها ولامبالاة المسؤولين بهم جعلهم يرفعون أصواتهم عالية عبر "الصباح" عسى ينجلي الهم عنهم.