تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليق
"الأسبوعي" تكشف حقائق وأسرار أحداث 13 جانفي بسليمان شهيدان وجريحان برصاص "البوليس".. ورئيس المركز يتنكر في "سفساري" للفرار

- مازال الغموض يلف أحداث يوم 13 جانفي 2011 بسليمان الشاطئ رغم صدور قرار ختم الأبحاث في القضية التي تعهد بها حاكم التحقيق العسكري في ظل إنكار المتهمين إطلاق النار على المتظاهرين مباشرة
والتسبب في مقتل اثنين منهم هما الشهيدان عمر بوعلاق ووائل العقربي وإصابة اثنين آخرين هما ماهرالطرابلسي وحمادي عثمان، ورغم ذلك فقد وجه حاكم التحقيق العسكري لرئيس مركز سليمان الشاطئ مراد الرياحي وثلاثة من أعوانه وهم وسام المديوني وغازي الثابت والحبيب الحمروني تهمتي القتل العمد ومحاولة القتل في انتظارما ستقرره دائرة الاتهام العسكرية بمحكمة الاستئناف بتونس ليبقى المتهم بريئا حتى تثبت إدانته.
إلى ذلك أفاد عبد القادر بوعلاق عمّ الشهيد عمر بوعلاق أنه وبتاريخ يوم 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة الرابعة والنصف ظهرا وعندما كان متواجدا بمقهى يقع على بعد حوالي خمسين مترا من مقرمركزالأمن الوطني بسليمان الشاطئ قدم بعض شبان من بينهم ابن شقيقه الشهيد عمر بوعلاق وصديقه الشهيد وائل العقربي وتوقفوا قرب المقهى وشرعوا في ترديد بعض الشعارات ضد نظام رئيس الدولة السابق دون أن يكونوا متسلحين ودون أن تصدرعنهم أية أعمال عنف أو شغب وفجأة شاهد رئيس مركز سليمان الشاطئ مراد الرياحي وبيده سلاح رشاش أطلق منه عدة طلقات في الهواء فتفرق الشبان ولاذوا بالفرارفيما توجه عمربوعلاق ووائل العقربي الى محل ألعاب إلكترونية «بلايستايشن» يقع قبالة المركزالمذكور لكن رئيس المركزمراد الرياحي خرج مجددا من مقرالمركزوبيده مسدس وبدون أي مبررصوب مسدسه نحوعمر بوعلاق وأطلق عليه النارفي مناسبة واحدة في مستوى قلبه سقط على إثرها أرضا يتخبط في دمائه وعندما أسرع اليه مرافقه وائل العقربي وأمسك به وشرع في الصراخ صوّب نحوه رئيس المركزالمذكورمسدسه وأطلق عليه النارفي مناسبة واحدة في مستوى قلبه أيضا أسقطه على إثرها يتخبط هو الآخرفي دمائه ثم غادرالمكان واحتمى بأحد المنازل المجاورة فيما أسرع بعض الحاضرين وتولوا نقل المصابين الى المستشفى المحلي بسليمان ولكنهما فارقا الحياة . وأكد العم أنه لم يقع تشريح جثة الشهيد عمر بوعلاق برغبة من أفراد العائلة الى جانب أن الظروف الأمنية في ذلك الوقت لا تسمح بذلك.
وفي ذات الإطارأفادت هندة الفرشيشي والدة الشهيد وائل العقربي أنها وبتاريخ يوم 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة الثالثة بعد الزوال غادرابنها المذكور محل سكناهما الكائن ببلدة الشريفات بسليمان معلما إياها أنه سيتحول الى أحد المقاهي غيرأنه وبعد حوالي ساعة بلغ لعلمها أن أعوان الأمن أطلقوا الرصاص الحي على بعض الشبان بمدينة سليمان فتشككت في أن يكون ابنها المذكورمن بين المصابين فبادرت بالتحول الى مستشفى مدينة سليمان فوجدت ابنها هناك وقد فارق الحياة وهو يحمل إصابة برصاصة في صدره فأغمي عليها في الحين من هول الصدمة ولم تستفق إلا بمنزلها وقد أعلمها بعض أجوارها أن رئيس مركزالأمن بسليمان الشاطئ مراد الرياحي هوالذي تعمد إطلاق النارعلى ابنها وائل العقربي وتمسّكت بتتبعه من أجل ما صدرعنه من أفعال وأضافت أنه لم يقع تشريح جثة ابنها برغبة من العائلة بالإضافة إلى الظروف الأمنية السيئة في تلك الفترة.
شاهد عيان يتحدث
إلى ذلك أفاد الشاهد محرزاليزيدي أنه وبتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة الثالثة بعد الزوال نظم مع مجموعة من الشبان من متساكني مدينة سليمان ومنطقة الشريفات مسيرة سلمية بالمدينة الأولى تجمّع خلالها عديد الشبان بالمكان المعروف بباب المنزل بمدخل مدينة سليمان وجابت بعض الأنهج وصولا الى طريق الشاطئ رددوا خلالها بعض الشعارات ضد نظام رئيس الدولة السابق؛ وما أن اقتربوا من مركز الأمن الوطني بسليمان الشاطئ حتى اعترضهم أعوانه بعضهم بالزي النظامي وبعضهم الآخربالزي المدني ورموهم بقنابل الغازالمسيل للدموع لإجبارهم على التراجع لكنهم واصلوا التقدّم عندها أطلق أعوان الأمن النارفي الهواء ثم رجعوا الى مركز الأمن وواصلوا إطلاق النارمن داخله وأصيب في ذلك الوقت الشهيد عمر بوعلاق بطلقة نارية في صدره وسقط أرضا بنهج قبالة المركزيتخبط في دمائه وعندما أسرع اليه صديقه الشهيد وائل العقربي وقبل أن يدركه تعرض هو الآخرالى إصابة بطلق ناري وسقط أرضا وأضاف أنه شاهد في ذلك الوقت رئيس المركز مراد الرياحي وبيده مسدس وهو متوقف أمام المركزوبجانبه أحد أعوان الأمن بالزي النظامي ثم دخل الى المركز من جديد إثرذلك قدمت تعزيزات أمنية رمت المتظاهرين بقنابل الغازالمسيل للدموع قبل أن يتمكن المحتجون من سحب الشهيدين عمربوعلاق ووائل العقربي من المكان ونقلهما الى المستشفى المحلي بسليمان حيث تبين مفارقتهما الحياة مؤكدا أنه وعندما أصيب الشهيد عمر بوعلاق بالطلقة النارية كان أعوان الأمن يطلقون النارمن داخل مقرمركزالأمن بسليمان الشاطئ وبذلك لا يمكنه أن يفيد بأي شيء عن مصدر تلك الطلقة.
وبخصوص إصابة الشهيد وائل العقربي فقد شاهد رئيس المركز مراد الرياحي الذي كان يرتدي معطفا بنيا ويضع على رأسه خوذة سوداء يمسك بمسدس بيده اليمنى وأطلق الناروقد رأى الشهيد المذكورالذي كان متوقفا قبالته على بعد حوالي أربعين مترا يسقط أرضا بمجرد سماعة دوي الطلقة وذلك عندما التحق بصديقه عمر بوعلاق الذي أصيب قبله بطلقة نارية وكان طريح الأرض.
رئيس منطقة الشرطة يوضح
وإلى ذلك أفاد صالح سلامة رئيس منطقة الشرطة بقرمبالية في شهادته أنه وبتاريخ يوم 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة منتصف النهار والنصف وبينما كان مباشرا لعمله تلقى مكالمة هاتفية من مراد الرياحي رئيس مركز الأمن بسليمان الشاطئ أعلمه خلالها بأنه وصلت اليه تهديدات من أهالي مدينة سليمان بالاعتداء عليه وعلى أعوانه طالبا منه السماح له بإخلاء مركز الأمن بسليمان الشاطئ وغلقه غير أنه رفض ذلك آمرا إياه بالبقاء بمقر المركز المذكور ومواصلة عمله دون تهديده بأي وجه كان إذ لا توجد في ذلك الوقت تعليمات بإخلاء مقرات الأمن؛ عندئذ أخبره بأنّ لديه نقصا في الأعوان فأعلمه بأنه سيوجه له عوني أمن في إطار التعزيز. وبانتهاء تلك المكالمة خاطب قاعة العمليات بمقرالمنطقة وطلب توجيه عوني أمن الى مركزالأمن بسليمان الشاطئ ثم واصل الاضطلاع بعمله طيلة ذلك اليوم الى حدود الساعة الخامسة مساء حيث تم إعلامه من قاعة العمليات بالمنطقة أنه وقعت مهاجمة مركزالأمن بسليمان الشاطئ من قبل عدد كبيرمن المواطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة ويرومون إضرام الناربه والحال أن رئيس مركزالأمن مراد الرياحي وبعض الأعوان موجودون داخله فأمربتوجيه «حضيرة الاحتياط» الى المكان لتشتيت المتظاهرين وبعد حوالي ساعة تلقى مكالمة من قاعة العمليات بالمنطقة مفادها أن «حضيرة الاحتياطات» نجحت في تشتيت المتظاهرين وتمكنت من إنقاذ عوني أمن تم إصعادهما على متن السيارة الإدارية التابعة «لحضيرة التعزيز» فيما تم إعلامه بأن رئيس المركز تحصن بالفرارمع عوني أمن آخرين واختبأوا بأحد الأماكن كما تم إعلامه بأن المتظاهرين نجحوا في مهاجمة مركز سليمان الشاطئ وحرقه كليا.
وأضاف أنه تلقى حوالي الساعة السابعة والنصف مساء من قاعة العمليات إعلاما من المستشفى المحلي بسليمان عن قبوله قتيلين بالرصاص الحي تبين فيما بعد أنهما الهالكان وائل العقربي وعمر بوعلاق وأفاد أفراد عائلتهما بأنهما سقطا أمام مركز الأمن بسليمان الشاطئ موجهين أصابع الاتهام الى رئيس المركزالمذكور مراد الرياحي والأعوان الذين تواجدوا معه دون أن يعرف ظروف حصول ذلك ودون أن يعرف من أطلق عليهما النارمن أعوان الأمن وأكد أنه لم يعط أية تعليمات لرئيس المركز المذكور بإطلاق النار على المتظاهرين والدليل على ذلك أن بقية المراكز الراجعة له بالنظربكل من منزل بوزلفة وبني خلاد وسليمان المدينة وقرمبالية تعرضت في تلك الفترة للهجوم من قبل المتظاهرين ولم يقع إطلاق النار تجاههم ولم يسقط أي قتيل. وأكد أن رئيس مركز سليمان الشاطئ مراد الرياحي هو الذي يتحمل مع الأعوان الذين كانوا متواجدين معه مسؤولية سقوط الهالكين المذكورين وهو يعتقد أن حالة الخوف الشديد التي مروا بها أثناء مهاجمتهم داخل مقرالمركز من قبل المتظاهرين جعلتهم يستعملون السلاح بصورة مبالغ فيها مما انجرّ عنه سقوط قتيلين؛ كما أكد أن أهالي الهالكين سارعوا بدفنهما صبيحة يوم 14 جانفي 2011 بعد حصولهم على إذنين بالدفن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية بعدما أصروا على رفض تشريح الجثتين وذلك ما حال دون إجراء عملية التشريح بالنسبة إليهما وأفاد أنه بلغ لعلمه بأنه تعذّرإجراء بعض عمليات إخراج الجثث من القبوربتلك الجهة لإجراء تشريح أذنت السلطة القضائية بقرمبالية بها بعد أحداث الثورة وذلك بالنظرلإصرارالأهالي على رفض ذلك وتصديهم لأعوان الأمن وممثلي السلطة القضائية ومنعهم من إجرائها وذلك ما حال دون إتمام تلك العملية وجعل السلطة القضائية تعدل عن القيام بذلك الإجراء.
رئيس المركز يتبرأ
وباستنطاق رئيس مركزالشرطة بسليمان الشاطئ مراد الرياحي تمسك ببراءته وأنكرما نسب اليه ذاكرا أنه وبتاريخ يوم 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة منتصف النهاروبينما كان مباشرا لعمله بوصفه رئيس مركزالأمن بسليمان الشاطئ وردت عليه معلومات من بعض المخبرين مفادها أن العديد من أهالي سليمان المرجى والأرياف المحيطة بهما عقدوا العزم على مهاجمة مقرالمركزقصد حرقه والإعتداء على كافة أعوان الأمن العاملين به للانتقام منهم في إطارما تشهده البلاد من ثورة شعبية وحركة احتجاجية ضد نظام رئيس الدولة السابق فبادربمعية ضابط الشرطة المساعد وسام المديوني إحكام غلق ذلك المركز وغادراه وبحوزتهما السلاحان الموجودان به والمتمثلان في مسدس وبندقية شطايرمع ذخيرتهما وتحولا الى مركزالأمن بسليمان المدينة قصد الاحتماء به خوفا من تعرضهما للعنف من قبل المتظاهرين ومن هناك اتصل هاتفيا برئيس منطقة الأمن الوطني بقرمبالية صالح سلامة الراجع إليه بالنظروأخبره بإخلائه مقرمركزسليمان الشاطئ وبأسباب ذلك غيرأن رئيس المنطقة أمره بالعودة الى مقرالمركزلحمايته مهددا إياه بتتبعه أمام القضاء العسكري من أجل الإخلال بواجبه المهني أثناء المظاهرات.
وبإخباره عن نقص الامكانيات المتاحة باعتبار أن بقية الاعوان العاملين تحت إشرافه تخلفوا عن الالتحاق بمقرعملهم في ذلك اليوم بالإضافة الى عدم توفر قنابل الغازالمسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه أفاده رئيس المنطقة بأنه سيوجه له أعوان أمن للتعزيز؛ لذلك لم يجد من خيار سوى الرجوع الى مقرمركز الأمن بسليمان الشاطئ بمعية ضابط الشرطة المساعد وسام المديوني مع عوني تعزيزوهما حبيب الحمروني الذي كان بحوزته بندقية شطايرمع ذخيرتها وغازي ثابت الذي تسلم من وسام المديوني بندقية شطايرالتي كانت بحوزته وسلمه المسدس الذي كان يحتكم عليه وكان جميعهم بزي مدني وبوصولهم للمركز المذكور حوالي الساعة الواحدة والربع تقريبا استلقى بمكتبه لأخذ نصيب من الراحة وخلد للنوم لمدة ساعة ونصف تقريبا استفاق على إثرها مذعورا بسبب صدى صياح وحجارة ترتطم بأبواب المركز وصدى طلق ناري.
الهجوم على المركز
وأضاف أنه وباستفساره الأعوان المتواجدين معه أفادوه أن مجموعة من المتظاهرين يقارب عددهم الألف شخص حاصروا مقر المركز وشرعوا في قذفه بالحجارة والزجاجات الحارقة والعديد منهم متسلحون بسيوف وهراوات وآلات حادة أخرى من بينها فؤوس؛ واستمع لعون الأمن حبيب الحمروني يصيح بأعلى صوته لعدم توفرمضخم صوت يحذرالمهاجمين بعدم الاقتراب من المركز فألقى نظرة عبرنافذة المركز فعاين أن العديد منهم كانوا متسلحين بالأسلحة المذكورة وباقترابهم من مقرالمركز وقذفه بعديد الزجاجات الحارقة بادربإطلاق أربعة أو خمسة عيارات من مسدسه في الهواء عبر الواقي الحديدي لنافذة المركز لإخافتهم وإثنائهم عن الاقتراب فيما أطلق غازي الثابت والحبيب الحمروني اللذان كان بحوزتهما بندقيتان شطاير ووسام المديوني الذي كان بحوزته مسدس النارعبر باب المركز دون أن يعلم إن كان ذلك الطلق موجها نحو مهاجمي المركزأو باتجاه الفضاء والشيء الوحيد الذي تأكد منه هوأنهم كانوا يحذرون المهاجمين بإطلاق النارفي الهواء كلما تقدموا من المركزوقذفوه بالزجاجات الحارقة وفي الاثناء نفذت الذخيرة التي كانت بحوزة وسام المديوني فمكنه من مسدسه مع الذخيرة وواصل العون المذكورإطلاق النار بمعية غازي والحبيب في الهواء في مناسبات متقطعة وفي الأثناء استمع الى دوي طلق متأتّ من الأنهج المجاورة دون أن يعرف إن كان دوي طلق ناري أو قنابل غاز مسيل للدموع وفي ذلك الوقت وصلت عناصر أمنية للتعزيزواستمع للمتظاهرين يطالبون بعضهم البعض بالهروب وهو ما سمح له والأعوان المتواجدين بمغادرة مقرالمركز واللوذ بالفرار.
التنكر في"سفساري" للفرار
وأضاف أنه احتمى داخل بناية تابعة لأحد المتساكنين فيما احتمى عون الأمن وسام المديوني بطابقها العلوي ومكثا هناك الى حدود الساعة التاسعة ليلا حيث تولى شخص إيصالهما الى مقرمنطقة الأمن الوطني بقرمبالية على متن سيارته بعد أن تخفى (رئيس المركز) بلحاف نسائي «سفساري» وهناك سلما مسدسيهما الاداريين وعلم بأن العونين الحبيب الحمروني وغازي ثابت قد سلما البندقيتين شطاير اللتين كانتا بحوزتهما.
تعليمات
كما علم من أحد أعوان الأمن بأنه وردت تعليمات عبر جهاز اللاسلكي من القيادة ظهر يوم 13 جانفي 2011 تفيد باستعمال الرصاص الحي تجاه المتظاهرين الذين يهاجمون مقرات الأمن ولاحظ أنه فوجئ عندما وقع إعلامه بسقوط قتيلين بمدينة سليمان يوم الواقعة نافيا إطلاقه النارتجاه أي شخص أومشاركته في قتل أي شخص من المتظاهرين كما لم يطلب منهم عدم إطلاق الناربالمرة باعتبارأن جميعهم كان بصدد الدفاع عن النفس بالنظر للخطرالداهم والمحدق الذي شكله المتظاهرون لكثرة عددهم وتسلحهم بسيوف وهراوات وفؤوس وتعمدهم مهاجمة مقرالمركز باستعمال الحجارة بادئ الأمرثم بواسطة الزجاجات الحارقة بالمقارنة مع قلة عدد الأعوان وعدم توفر قنابل الغاز المسيل للدموع كعدم توفر الرصاص المطاطي وخراطيم المياه.
وأضاف أنه كان يرتدي يوم الواقعة سروالا بنيا فاتح جدا ومريولا صوفيا أخضر فاتحا دون معطف أو جمازة كما لم يكن يرتدي خوذة ولا يتذكر اللباس الذي كان يرتديه عونا الأمن الحبيب الحمروني وسام المديوني وغازي ثابت وذكرأن هذين الأخيرين كان يرتدي كل واحد منهما خوذة.
وأوضح مراد الرياحي أنه وبصفه رئيس مركز الأمن الوطني بسليمان الشاطئ فهو لم يتلق طيلة فترة الحركة الاحتجاجية الشعبية بداية من 17 ديمسبر 2010 والى غاية 14 جانفي 2011 من رؤسائه أية تعليمات بعدم اللجوء الى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين سواء كانت تلك التعليمات كتابية أو شفاهية عبر قاعة العمليات بالمنطقة أو بواسطة الهاتف مضيفا أنه التحق للعمل بمركز الأمن الوطني بسليمان الشاطئ خلال شهر أوت 2008 وقد عمل بكل جدية بتلك الجهة لمدة تقارب العامين والنصف ألقى خلالها القبض على عديد المنحرفين الخطيرين من ذوي السوابق العدلية وكان سببا في الحكم على العديد منهم بالسجن وتعامل مع أهالي تلك الجهة كما يفرضه القانون مع استعمال بعض الصرامة مع المنحرفين ما جعل العديد منهم يحقدون عليه وهو ما يفسرشهادة بعضهم ضده في قضية الحال كما أكد أنه بلغ لعلمه بمنطقة الأمن بقرمبالية مساء يوم 13 جانفي 2011 أن مركز الأمن بحي الرياض بسليمان تعرض للهجوم وتم الاستيلاء من داخله على مسدسين وذخيرتهما وذلك ما جعله يتشكك في الأمرعندما بلغ لعلمه نبأ وفاة الشابين عمر بوعلاق ووائل العقربي إذ من المحتمل أن يكون أحد المتظاهرين قد استعمل أحد المسدسين في إطلاق الناروتسبّب في إصابتهما وذلك باعتبارإطلاق أربع أو خمس طلقات في الفضاءات كما لم يشاهد أعوان الأمن غازي ثابت والحبيب الحمروني ووسام المديوني بصدد التصويب نحو المتظاهرين وقد غادر الحبيب مقر المركز قبل أن تقع إصابة المتضررحمادي عثمان.
هذا وبعرض الصورالمضمنة بالقرص الليزري المضاف بملف قضية الحال على المتهم مراد الرياحي أكد أن تلك الصورلا تتضمن أي صورة له باعتباره كان طيلة حصول وقائع القضية داخل مقرالمركز كما أكد أنه ليس بوسعه الإفادة عن هوية الأعوان الذين يظهرون في تلك الصورباعتبارها غيرواضحة.
وبزيادة التحريرعلى المتهم المذكور عدل في تصريحاته وأكد أنه أطلق النار في مناسبتين في الهواء عبر باب المركزوقد نسي تلك التفاصيل لمرورمدة زمنية طويلة عليها كما أن حالته النفسية السيئة تجعله يضطرب كلما تذكر تلك الوقائع خاصة أنه قد أصيب بصدمة نفسية من جرائها ولا يزال يعالج بسببها لدى طبيب مختص في الأمراض النفسية والعصبية باعتبارأن ما عايشه من خوف وهلع ورعب لا يزال يعاني من مخلفاته إلى حد الآن.
الأعوان يتمسكون ببراءتهم
وباستنطاق أعوان الأمن وسام المديوني والحبيب الحمروني وغازي الثاب أنكروا جميعا ما نسب إليهم ونفوا إطلاق النار على أي كان من المتظاهرين وإزهاق روح أي كان أو محاولة قتل أي متظاهرأو حتى المشاركة في ذلك وبالتالي تمسك الأعوان الثلاثة ببراءتهم.
صابر المكشر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.