أصبحت الأخبار هذه الأيام شحيحة بشأن ما وصلت إليه المشاورات حول تكوين الحكومة الانتقالية لا سيما في ظل الجدل المتواصل بشأن تصورات المشهد السياسي بعد تخطي أهم مرحلة في المسار الديمقراطي للبلاد وهي الانتخابات. "الصباح" التقت بعبد الرؤوف العيادي الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية فكان الحوار التالي: هل يمكن أن نعتبر أن ملامح الحكومة الانتقالية المقبلة تشكلت ولو في جزء كبير منها؟
لا تزال المشاورات متواصلة فنسق الاجتماعات ماراطونيا بين النهضة والمؤتمر والتكتل، هناك اتفاق بشأن اسماء وهناك اختلاف بشأن أخرى، مما يعني ان المحادثات تسير بشكل بطيء لكن اليوم يمكن القول أن نسبة كبيرة من ملامح الحكومة الانتقالية المقبلة قد بدأت تتوضح ومن المنتظر أن يقع الإعلان عنها في الأيام القليلة القادمة.
تحدثتم عن اقتصار المحادثات بين ثلاثة أحزاب، فهل يعني أن هناك إقصاء لباقي الحساسيات السياسية التي حظيت بمقاعد في المجلس التأسيسي؟
لا، ليس هناك إقصاء لأي طرف سياسي والمؤتمر من أجل الجمهورية لن يقف أمام رغبة كل من يأنس في نفسه القدرة على الاضطلاع بمهمة في صلب الحكومة المقبلة، والتشاور والمصلحة العليا فوق كل اعتبار والهدف الرئيسي اليوم لأعضاء المجلس التأسيسي والالتزام والتركيز على صياغة دستور للبلاد يستجيب لمطالب الثورة وتونس الجديدة.
طالب التكتل بتكوين حكومة مصلحة وطنية، فما رأيكم في مقترحه؟
مصطلح المصلحة هو مصطلح عام جدا ولا يمكن سحبه على حكومة هذه المرحلة الحساسة، لذا فالحكومة المرتقبة لا يمكن أن تكون إلا حكومة إصلاح وطني هدفها الأساسي دراسة الملفات العاجلة وايجاد حلول لكل مايمثل هاجس المواطن التونسي على غرار التشغيل والتنمية الجهوية ودفع العجلة الاقتصادية...
هل حسمتم المفاوضات بينكم وبين التكتل بشأن رئاسة التأسيسي والجمهورية؟
في الحقيقة لم تحسم بعد نظرا لكون المشاورات بين جميع الأطراف لا تزال قائمة لكننا نسعى لحسمها في إطار التوافق لكن في المقابل لن نرضى بغير رئاسة الجمهورية لان أمين عام المؤتمر من أجل الجمهورية الدكتور المنصف المرزوقي متمسك بمطلبه، وهو مطلب شرعي وهو واثق من قدرته على الاستجابة لمطالب الثورة ومتطلبات المواطن التونسي لا سيما في هذه المرحلة الانتقالية.