"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".. "الشعب يريد حق الشهيد" هي شعارات رددها أمس المئات الذين غصت بهم قبة المنزه لحضور حفل تكريم عائلات شهداء الثورة وجرحاها من طرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والذي لم يكتب له مواصلة فقراته بسبب الفوضى. وكان الغضب باديا على عائلات الشهداء وجرحى الثورة الذين عبروا قبل انطلاق الحفل عن سخطهم واستيائهم من التجاهل واللامبالاة اللذين وجدوهما من مختلف الاطراف رغم ما قدموه لثورة الحرية والكرامة. ورغم افتتاح السيد كمال الجندوبي للحفل بكلمة أشاد فيها بمكانة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل نجاح ثورة الكرامة والحرية فان اصوات عائلات الشهداء والجرحى تعالت مطالبة برفض التكريم وداعية الى محاسبة كل الذين تورطوا في القتل ليعم الركح حالة من الفوضى العارمة ويتداول أهالي الجرحى والشهداء على التدخل بشكل غير منظم. وامام هذه المشاهد التي عكست مدى غضبهم من حالة التهميش واللامبالاة اعلن السيد كمال الجندوبي عن تاجيل التكريم الى ما بعد حصول كل الغاضبين على حقوقهم. انتقادات مشروعة كما انتقدت عائلات شهداء وجرحى الثورة المرسوم الرئاسي الذي لم يستجب لتطلعاتهم على حد تعبيرهم اذ كيف يكافأ جريح ببطاقة معاق او منحة ضعيفة في الوقت الذي فقد فيه كل القدرة على العمل بل ان البعض اصبح اليوم مشلولا وغير قادر على الحركة الا بواسطة كرسي متحرك. وعبر السيد حمودة الزنتوتي والد الشهيد سليم الزنتوتي ل»الأسبوعي» عن عدم رضاه على المرسوم الرئاسي الى جانب مطالبة الاطراف المسؤولة بمحاسبة القتلة وحقوق عائلات الشهداء المادية والمعنوية. ومن جانبه تساءل الشاب مراد الرطيبي عن جدوى هذا التكريم باعتبار انه كان يجب ان تنصب كل الجهود على مساعدة الجرحى والوقوف الى جانبهم لا ان يجد الجريح اليوم نفسه يواجه المجهول بعد ان ضحى من اجل نجاح ثورة الحرية والكرامة. مستغربا «لابد ان يقصد الذين يتخاصمون على الكراسي المستشفيات ليقفوا على معاناة جرحى الثورة".